كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 315 """"""
ومنها :
كأني لم أركب جواداً ولم أقل . . . لخبلي كرى قاتلي عن رجاليا
ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل . . . لأيسار صدق أعظموا ضوء ناريا
قال : فلما ضربت عنقه قالت ابنة مصاد : بؤ بمصاد فقال بنو النعمان : يالكاع نحن نشتريه ونبؤ بمصاد ، فوقع بينهم ، في ذلك الشر ، ثم اصطلحوا .
يوم طخفة
قال : كانت الرفادة ، وقيل الردافة ، ردافة الملوك لعتاب بن هرمي بن رياح ، ثم كانت لقيس بن عتاب ، فسأل حاجب بن زرارة النعمان أن يجعلها للحارث بن مرط بن سفيان بن مجاشع ، فسألها النعمان بني يربوع وقال : أعقبوا إخوتكم في الرفادة ، قالوا : إنهم لا حاجة لهم فيها ، وإنما سألها حاجب جسداً لنا وأبوا عليه ، فقال الحارث بن شهاب وهو عند النعمان : إن بني يربوع لا يسلمون ردافتهم إلى غيرهم . وقال حاجب : إن بعث الملك إليهم جيشاً لم يمنعوه ولم يمتنعوا . فبعث النعمان إليهم قابوساً ابنه ، وحسان بن المنذر ؛ فكان قابوس على الناس ، وحسان على المقدمة ، وبعث معهم الصنائع والوضائع - فالصنائع : من كان يأتيه من العرب ، والوضائع : المقيمون بالحيرة - فالتقوا بطخفة ، فانهزم قابوس ومن معه ، وضرب طارق بن عميرة فرس قابوس فعقره ، وأخذه ليجز ناصيته ، فقال قابوس : إن الملوك لا تجز نواصيها ، فجهزه وأرسله إلى أبيه ، وأما حسان بن المنذر فأسره بشر ابن عمرو الرياحي ، ثم من عليه وأرسله ، ففي ذلك يقول مالك بن نويرة :
ونحن عقرنا مهر قابوس بعدما . . . رأى القوم منه الموت والخيل تلحب
عليه دلاص ذات نسج وسيفه . . . جزار من الهندي أبيض مقضب

الصفحة 315