كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 318 """"""
يوم الجبات
قال أبو عبيدة : خرج بنو ثعلبة بن يربوع فمروا بناس من طوائف بكر بن وائل بالجبابات ، خرجوا سفارا ، فنزلوا وسرحوا إبلهم ترعى ، وفيها نفر منهم يرعونها ، منهم : سوادة بن يزيد بن بجير العجلي ، ورجل من بني شيبان ، وكان محموماً ، فمرت بنو ثعلبة بن يربوع بالإبل فاطردوها وأخذوا الرجلين من بني شيبان ، فسألوهما : من معكما ؟ قالا : معنا شيخ من يزيد بن بجير العجلي في عصابة من بكر بن وائل خرجوا سفارا يريدون البحرين ، فقال الربيع ودعموص ابنا عتيبة بن الحارث بن شهاب : أنذهب بهذين الرجلين وهذه الإبل ولم يعلموا من أخذها ، ارجعوا بنا حتى يعلموا من أخذ إبلهم وصاحبهم لنعينهم بذلك ، فقال عميرة لهما : ما وراءكما إلا شيخ ابن يزيد قد أخذتما أخاه وأطردتما إبله دعاه ، فأبيا ورجعا إليه وأخبراهم وتسميا لهم ، فركب شيخ ابن يزيد فاتبعهما وقد وليا ، فلحق دعموصا فأسره ، ومضى ربيع حتى أتى عميرة فأخبره أن أخاه قد قتل ، فرجع على فرس له يقال لها الخنساء حتى لحق القوم ، فافتك منهم دعموصًا على أن ، يرد عليهم أخاهم وإبلهم ، فردها إليهم ، فكفر بنو عتيبة ولم يشكروا عميرة ، فقال عميرة في ذلك :
ألم ترد دعموصا يصد بوجهه . . . إذا ما رآني مقبلاً لم يسلم
ألم تعلما يا ابني عتيبة مقدمي . . . على ساقط بين الأسنة مسلم
فعارضت فيه القوم حتى انتزعته . . . جهاراً ولم أنظر له بالتلوم
يوم الشعب
غزا قيس بن شرقاء التغلبي ، فأغار على بني يربوع بالشعب ، فاقتتلوا ، فانهزمت بنو يربوع ، فأسر سحيم بن وثيل الرياحي ، فقال سحيم في ذلك :
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني . . . ألم تعلموا أني ابن فارس زهدم
ففدى نفسه وأسر أيضاً متمم بن نويرة ، فوفد مالك بن نويرة على قيس بن شرقاء في فدائه فقال :
هل أنت يا قيس بن شرقاء منعم . . . أو الجهد إن أعطيته أنت قابله
فلما رأى وسامته قال : بل منعم ، فأطلقه له .

الصفحة 318