كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 320 """"""
الحارث ، على فرسين ، يقال لأحدهما : اللعاب ، والآخر : غفزر ، فباتا عند رجل من بني نفاثة ، فقال النفاثي لقيس وأخيه ، أطيعاني وارجعا ، لأعرفن رماحكما تكسر في قتاد نعمان ، قالا : إن رماحنا لا تكسر إلا في صدور الرجال قال : لا يضركما ؛ وستحمدان أمري ، فأصبحا غاديين . فلما شارفا متن اللهيماء من نمان ، وبنو عمرو بن الحارث فويق ذلك بموضع يقال له أديمة ، وأغارا على غنم لجندب بن أبي أعيبس ، وفيها جندب ، فتقدم إليه قيس ، فرماه جندب على حلمة ثديه وبعجه قيس بالسيف فأصابت ضبة السيف وجه جندب ، وحز قيس ونفرت الغنم نحو الدار فتبعها وحمل سالم على جندب بفرسه عفرز ، فضرب جندب خطم الفرس بالسيف فقطعه ، وضربه سالم بالسيف فقطع إحدى ثدييه ، فخر جندب ووقف عليه سالم ، وأدرك العشي سالماً ، فخرج وترك سيفه في المعركة وثوبه بحقويه ، ولم ينج إلا بحفن سيفه ومئزره فقال حذيفة بن أنيس في ذلك من أبيات :
كشفت غطاء الحرب لما رأيتها . . . تميل على صفو من الليل أعسرا
أخو الحرب إن عصت به الحرب عضها . . . وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
ويمشي إذا ما الموت كان أمامه . . . كذا الشبل يحمي الأنف أن يتأخرا
نجا سالم والنفس منه بشرقة . . . ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا
وطاب عن اللعاب نفساً ورمة . . . وغادر قيساً في المكر وعفزرا
يوم خزار
قال أبو عبيدة : تنازع عامر ومسمع ابنا عبد الملك ، وخالد بن جبلة ، وإبراهيم بن محمد بن نوح العطاردي ، وغسان بن عبد الحميد ، وعبد الله بن سالم الباهلي ، ونفر من وجوه أهل البصرة كانوا بتجالسون يوم الجمعة ويتفاخرون ويتنازعون في الرياسة يوم خزار . فقال خالد بن جبلة : كان الأحوص ابن جعفر

الصفحة 320