كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 322 """"""
يوم ذات الشقوق
قال : فحلف ضمرة بن ضمرة النهشلي وقال : الخمر علي حرام حتى يكون لنا يوم يكافئه ، فأغار عليهم يوم ذات الشقوق فقتلهم وقال في ذلك :
الآن ساغ لي الشراب ولم أكن . . . آتى الفجار ولا اشد تكلمي
حتى صبحت على الشقوق بغارة . . . كالتمر تنثر في جرين الجرم
وأفأت يوماً بالحفار بمثله . . . وأجزت نصفاً من حديث الموسم
ومشت نساء كالنساء عواطلا . . . من بين عارفة النساء وأيم
ذهب الرماح بزوجها فتركنه . . . في صدر معتدل القناة مقوم
يوم خو
قال أبو عبيدة : أغارت بنو أسد على بني يربوع فاكتسحوا إبلهم ، فأتى الصريخ الحي فلم يتلاحقوا إلا مساء بموضع يقال له خو ، وكان ذؤاب بن ربيعة الأسدي على فرس أنثى ، وكان عتيبة بن الحارث بن شهاب على حصان يستثنى ريح الألئي في سواد الليل ويتبعها ، فلم يعلم عتيبة إلا وقد أقحم فرسه على ذؤاب ابن ربيعة ، وعتيبة غافل لا يبصر ما بين يديه ، فرآه ذؤاب فطعنه في نحره فقتله ، ولحق الربيع بن عتيبة فشد على ذؤاب فأسره وهو لا يعلم أنه قاتل أبيه ، فلم يزل عنده أسيراً حتى فاداه أبوه ربيعة بإبل قاطعه عليها ، وتواعدا بسوق عكاظ في الأشهر الحرم أن يأتي هذا بالإبل وهذا بالأسير ، فأقبل أبو ذؤاب بالإبل ، وشغل لربيع بن عتيبة فلم يحضر سوق عكاظ ، فظن ربيعة أبو ذؤاب أن ذؤابا قتل بعتيبة ، فقال يرثيه :
أبلغ قبائل جعفر مخصوصة . . . ما إن أحاول جعفر بن كلاب
إن المودة والهوادة بيننا . . . خلق كسحق الريطة المنجاب
ولقد علمت على التجلد والأسى . . . أن الرزية كان يوم ذؤاب
إن يقتلوك فقد هتكت بيوتهم . . . بعتيبة بن الحارث بن شهاب
بأحبهم فقدا على أعدائه . . . وأشدهم فقداً على الأصحاب
فلما بلغ إليهم الشعر قتلوا ذؤاب بن ربيعة .

الصفحة 322