كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 323 """"""
أيام الفجار
الفجار الأول
قال أبو عبيدة : أيام الفجار عدة ، فأولها بين كنانة وهوازن . وكان الذي هاجه أن بدر بن معشر أحد بني عقال بن مليك ين ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة جعل له مجلساً بسوق عكاظ ، وكان منيعاً في نفسه ، فقام في المجلس وقام على رأسه قائم وأنشأ يقول : نحن ينو مدركه بن خندف . . . من يطعنوا في عينه لا يطرف
ومن يكونوا قومه يغطرف . . . كأنهم لجة بحر مسدف
قال : ومد رجله وقال : أنا أعز العرب ، فمن زعم أنه أعز مني فليضربها ، فضربها الأحيمر بن مازن أحد بني دهمان بن نضر بن معاوية ، فأندرها من الركبة وقال : خذها إليك أيها المخندف قال أبو عبيدة : إنما خرصها خريصية يسيرة وقال في ذلك :
نحن بنو دهمان ذو التغطرف . . . بحر لبحر زاخر لم ينزف
نبني على الأحياء بالمعرف
قال أبو عبيدة : فتحاور الحيان عند ذلك حتى كاد يكون بينهم قتال ، ثم تراجعوا ورأوا أن الخطب يسير .
الفجار الثاني
قال : كان الفجار الثاني بين قريش وهوازن ، وكان الذي هاجه أن فتية من قريش قعدوا إلى امرأة من بني عامر بن صعصعة وضيئة بسوق عكاظ . وقالوا : بل أطاف بها

الصفحة 323