كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 325 """"""
أهل نجد وتهامة ، فقال عروة الرحال - وهو يومئذ رجل هوازن - أكلب خليع يجيرها لك ؟ أبيت اللعن أبا أجيرها لك على أهل الشيح والقيصوم من أهل نجد وتهامة فقال البراض : أعلى بني كنانة تجيرها يا عروة ؟ قال : وعلى الناس كلهم فدفعها النعمان إلى عروة ، فخرج بها وتبعه البراض ، وعروة لا يخشى منه شيئاً ، إلى أن نزل بأرض يقال لها أوارة ، فشرب من الخمر وغنته قينة ، ثم نام ، فجاء البراض فدخل عليه ، فناشده عروة وقال : كانت مني زلة ، وكانت الغفلة مني ضلة ، فقتله وخرج وهو يرتجز ويقول :
قد كانت الغفلة مني ضله . . . هلا على غيري جعلت الزلة
فسوف أعلو بالحسام القلة وقال :
وداهية يهال الناس منها . . . شددت لها بني بكر ضلوعي
هتكت بها بيوت بني كلاب . . . وأرضعت الموالي بالضروع
جمعت له يدي بنصل سيف . . . أفل فخر كالجدع الصريع واستاق اللطيمة إلى خيبر ، واتبعه المساور بن مالك الغطفاني ، وأسد بن خيثم الغنوي حتى دخلا خيبر ، فكان البراض أول من لفيهما ، فقال لهما : من الرجالن ؟ قالا : من غطفان وغني . قال البراض : ما شأن غطفان وغني بهذا البلد ؟ قالا : ومن أنت ؟ قال : من أهل خيبر . قالا : ألك علم بالبراض ؟ قال : دخل علينا طريدا خليعاً فلم يؤوه أحد بخيبر ولا أدخله بيتاً . قالا : فأين يكون ؟ قال : وهل لكما به طاقة إن دللتكما عليه ؟ قالا : نعم . قال : فانزلا ، فنزلا وعقلا راحلتيهما . قال : أيكما أجرأ عليه وأمضى مقدما وأحد سيفاً ؟ قال الغطفاني : أنا . قال : فانطلق أدلك عليه ، فانطلقا حتى انتهيا إلى خربة في جانب خيبر خارجة عن البيوت ، فقال البراض : وهو في هذه الخربة وإليها يأوي ، فانظرني حتى أنظر أثم هو أم لا ، فوقف له ودخل البراض ثم خرج إليه وقال : هو قائم في البيت الأقصى خلف هذا الجدار ، فهل عند سيفك صرامة ؟ قال : نعم . قال : هات سيفك أنظر إليه اصارم هو ؟ فأعطاه سيفه ، فهزه

الصفحة 325