كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 327 """"""
يوم العبلاء
قال : ثم رجع هؤلاء وأولئك فالتقوا على قرن الحول من يوم عكاظ ، والرؤساء عليهم الذين ذكرناهم في يوم شمظة ، فكان هذا اليوم أيضاً لهوازن على كنانة . وفي هذا اليوم قتل العوام بن خويلد والد الزبير ، قتله مرة بن معتب الثقفي ، وقال رجل من ثقيف :
منا الذي ترك العوام مجندلاً . . . تنتابه الطير لحماً بين أحجار
يوم شرب
ثم جمع هؤلاء وأولئك فالتقوا على قرن الحول في اليوم الثالث من أيام عكاظ ، فالتقوا بشرب ، وهو أعظم أيامهم والرؤساء عليهم وعلى المجنبتين من ذكرنا ، وحمل ابن جدعان يومئذ مائة رجل على مائة بعير ممن لم تكن له حمولة ، فالتقوا ، وقد كان لهوازن على كنانة يومان متواليان : يوم شمظة والعبلاء ، فحمشت قريش وكنانة ، وصايرت بنو مخزوم وبنو بكر ، فانهزمت هوازن وقتلت قتلاً ذريعاً ، فقال عبد الله بن الزبعري يمدح بني المغيرة :
ألا لله قوم . . . لدت أخت بنى سهم هشام وأبو عبد . . . مناف مدره الخصيم
وذو الرمحين أشباك . . . من القوة والحزم
فهذان يدودان . . . وذا من كثب يرمي
وأبو عبد مناف : هاشم بن المغيرة ، وذو الرمحين : أبو ربيعة بن المغيرة ، قاتل يوم شرب برمحين . وأمهم ريطة بنت سعد بن سهم ، فقال في ذلك جذل الطعان :
جاءت هوازن أرسالاً وإخوتها . . . بنو سليم فهابوا الموت وانصرفوا
فاستقبلوا بضراب فض جمعهم . . . مثل الحريق فما عاجوا ولا عطفوا

الصفحة 327