كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 328 """"""
يوم الحريرة
ثم جمع هؤلاء وأولئك والتقوا على رأس الحول بالجزيرة ، وهي حرة إلى جنب عكاظ والرؤساء على هؤلاء وأولئك هم الذين كانوا في سائر الأيام ، وكذلك على المجنبتين إلا أن أبا مساحق بن قيس اليعمري قد كان مات ، فكان بعده على بكر بن عبد مناة ابن كنانة أخوه بن جثامة قيس ، فكان يوم الحريرة لهوازن على كنانة ، وهو آخر الأيام الخمسة التي تزاحفوا فيها ، فقتل يومئذ أبو سفيان بن أمية أخو حرب بن أمية ، وقتل من بني كنانة ثمانية نفر ، قتلهم عثمان بن أسيد بن مالك من بني عامر ابن صعصعة ، وقتل جماعة أخر ، فقال خداش بن زهير :
إني من النفر المحمر أعينهم . . . أهل السوام وأهل الصخر واللوب
الطاعنين نحور الخيل مقبلة . . . بكل سمراء لم تغلب ومغلوب
وقد بلوتم وأبلوكم بلاءهم . . . يوم الحريرة ضرباً غير تكذيب
لاقيتم منهم آساد ملحمة . . . ليسوا بزراعة عوج العراقيب
فالآن إن تقبلوا نأخذ نحوركم . . . وإن تباهوا فإني غير مغلوب
وقال الحارث بن كلدة الثقفي :
تركت الفارس البذاخ منهم . . . تمج عروقه علقاً عبيطاً
دعست لبانه بالرمح حتى . . . سمعت لمتنه فيه أطيطا
لقد أرديت قومك بإبن صخر . . . وقد جشمتهم أمراً سليطاً
وكم أسلمت منكم من كمي . . . جريحاً قد سمعت له غطيطا
مضت أيام الفجار الآخر ، وهي خمسة أيام في أربع سنين .
قال أبو عبيدة : ثم تداعى الناس إلى السلم على أن يذروا الفضل ، ويتعاهدوا ويتواثقوا .

الصفحة 328