كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 329 """"""
يوم عبن أباغ
قال أبو عبيدة : كان ملك العرب المنذر الأكبر بن ماء السماء ، ثم مات فملك ابنه عمرو ، ثم هلك فملك بعده أخوه قابوس ، ثم مات فملك أخوه المنذر بن المنذر ابن ماء السماء . وذلك في مملكة كسرى بن هرمز ، فغزاه الحارث الغساني ، وكان بالشام من جهة قيصر ، فالتقوا بعين أباغ ، فقتل المنذر ، فولى كسرى النعمان بن المنذر ، ثم سعى إلى كسرى في النعمان فقتله ، وقد تقدم ذكر سبب ولايته ومقتله .
وكان النعمان لما تحقق غضب كسرى عليه هرب ، ثم علم أنه لا منجى له من يد كسرى ، فقدم إليه فقتله . واستعمل كسرى على العرب إياس بن قبيصة الطائي .
وكان النعمان لما شخص إلى كسرى أودع حلقته ، وهي ثمانمائة درع وسلاحاً كثيراً ، هانئ بن مسعود الشيباني ، وجعل عنده ابنته هنداً التي تسمى حرقة ، فلما قتل النعمان قالت فيه الشعراء ، فقال زهير بن أبي سلمى من أبيات :
ألم تر للنعمان كان بنجوة . . . من الشر لو أن أمرأً كان ناجيا
فلم أر مخذولاً له مثل ملكه . . . أفل صديقاً باذلاً أو مواسيا
يوم ذي قار
قال أبو عبيدة : يوم ذي قار هو يوم الحنو ، ويوم قراقر ، ويوم الجبابات ، ويوم ذات العجرم ، ويوم بطحاء ذي قار ، وكلها حول ذي قار .
قال أبو عبيدة : لم يكن هانئ بن مسعود المستودع حلقة النعمان ، وإنما هو ابن ابنه ، واسمه هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود ، لأن وقعة ذي قار كانت وقد بعث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وخبر أصحابه بها فقال : اليوم أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم ، وبي نصروا . ولما قتل النعمان كتب كسرى إلى إياس بن قبيصة يأمره أن يضم ما كان للنعمان ، فأبى هانئ بن قبيصة أن يسلم ذلك إليه ، فغضب كسرى وأراد استئصال بكر بن وائل ، فقدم عليه النعمان بن زرعة التغلبي فقال : يا خير الملوك ، ألا أدلك على غرة بكر بن وائل ، قال نعم ، قال : أقرها واظهر الإضراب عنها حتى يجليها

الصفحة 329