كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 36 """"""
عمل الصنعة ، فجعل الملك أمرها إلى رجل من أهل بيته يقال له مقيطام ، فكان يعمل الكيمياء في الجبل الشرقي فسمى به المقكم ، وعلموهم أيضاً عمل الطلسمات .
وكانت تخرج من البحر دواب تفسد زرعهم وأجنتهم وبنيانهم فعملوا لها الطلسمات فغابت ولم تعد . وبنوا على عبر البحر مدناً منها : رقودة مكان الإسكندرية ، وجعلوا في وسطها قبة على أساطين من نحاس مذهب والقبة مذهبة ، ونصبوا فوقها مرآة من أخلاط شتى قطرها خمسة أشبار ؛ وكان ارتفاع القبة مائة ذراع ؛ فكانوا إذا قصدهم قاصد من الأمم التي حولهم ، فإن كان مما يهمهم أو من البحر عملوا لتلك المرآة عملاً فألقت شعاعها على ذلك الشيء فأحرقته ؛ فلم تزل على حالها إلى أن غلب عليها البحر فنسفها . وقيل : إن الإسكندر إنما عمل المنارة تشبهاً بها ، وقد ذكرنا خبر المنارة فيما تقدم من كتابنا هذا .
وقال : لما حضرت مصريم الوفاة عهد إلى ابنه قبطيم مصر بن مصريم ، فقسم قبطيم بين بنيه الأربعة : فجعل لابنه قفطريم من قفط إلى أسوان إلى النوبة ، ولأشمون من أشمون إلى منف ، ولأتريب الحوف كله إلى الشجرتين إلى أيلة من الحجاز ، ولصاً من ناحية صا البحيرة إلى قرب برقة ، وقال لأخيه فارق : لك من برقة إلى المغرب ، فهو صاحب إفريقية . وولده الأفارق . وأمر كل واحد من بنيه أن يبني لنفسه

الصفحة 36