كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 45 """"""
أنت ؟ قال : من أمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . قالا : وقد بعث ؟ قال نعم . قالا : الحمد لله وقد أظهرا الاستبشار . فقال الرجل : ومم استبشاركما ؟ قالا : إنه نبي الساعة ، وقد دنا انقضاء عذابنا . قال : وأما كيفية تعلم السحر ، فقد روى فيه خبر جامع ، وهو مارواه أبو إسحاق بسنده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدمت على امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد موته تسأله عن شيء دخلت فيه من أمر السحر ولم تعمل به ؛ قالت عائشة رضي الله عنها لعروة : يابن أختي ، فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله صلى اله عليه وسلم ، فكانت تبكي حتى إني لأرحمها تقول : إني أخاف أن أكون قد هلكت ؛ قالت : كان لي زوج فغاب عني فدخلت على عجوز فشكوت إليها ذلك فقالت : إن فعلت ماآمرك به فلعله يأتيك ، فلما كان الليل جاءتني بكبشن أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر ، فلم يكن كثير حتى وقفنا ببابل ، فإذا برجلين معلقين بأرجلهما فقالا : ماجاء بك ؟ فقلت : أتعلم السحر ، قالا : إنما نحن فتنة فلا تكفري وارجعي ، فأبيت فقلت : لا ، فقالا : اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ، فذهبت ففزعت فلم أفعل ، فرجعت إليهما فقالا : فعلت ؟ قلت نعم ، قالا : هل رأيت شيئاً ؟ قلت : لم أر شيئاً ، فقالا : لم تفعلي ، إرجعي إلى بلادك فلا تكفري ، قالت : فأبيت ، فقالا : إذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ، فذهبت فاقشعر جلدي فرجعت إليهما فقلت : قد فعلت ، فقالا : هل رأيت شيئاً ؟ فقلت : لم أر شيئاً ، فقالا : كذبت لم تفعلي ، إرجعي إلى بلادك فلا تكفري فإنك على رأس أمرك ؛ قالت : فأبيت ، فقالا : إذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ، فذهبت إليه فبلت فرأيت فارساً مقنعاً بحديد خرج مني حتى ذهب في السماء وغاب عني حتى ماأراه ، فجئتهما فقلت : قد فعلت ؛ قالا : فما رأيت ؟ قلت : رأيت فارساً مقنعاً بالحديد خرج مني حتى ذهب في السماء حتى ماأراه ، قالا : صدقت ، ذلك إيمانك خرج منك ؛ إذهبي . فقلت للمرأة : والله ما أعلم شيئاً ، وماقالا لي شيئاً . فقالت : لن تريدي شيئاً إلا كان ؛ خذي هذا القمح فابذري ، فبذرت ، قلت : أطلعي ، فأطلعت ، فقلت : أحقلي ،

الصفحة 45