كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 50 """"""
صنم قائم له إحليل إذا أتاه المعقود والمسحور ومن لا ينتشر فمسه بكلتا يديه أزال عنه ذلك وانتشر وقوي على الباه ، وجعل في إحداها بقرة لها ضرعان كبيران إذا مسحتهما المرأة التي انعقد لبنها در وصلح أمرها .
وفي أيامه بنيت قوص العالية ، بناها لابن له كان سخط على أمه فحولها إليها وأسكن معها قوماً من أهل الحكمة وأهل الصناعات ، وقيل : إن شطب بنيت في أيامه ، وعمل الصورتين الملتصقتين لكثرة النسل . وكانت الحبش والسودان عاثوا في بلده فأخرج لهم ابنه منقاوش في جيش عظيم فقتل منهم وسبى واستعبد الذين سباهم وصار ذلك سنة لهم ، واقطع معدن الذهب من أرضهم وأقام ذلك السبي يعملون ويحملون الذهب إليه ، وهو أول من أحب الصيد واتخذ الجوارح ، وولد الكلاب السلوقية من الذئاب والكلاب الأهلية ، وعمل البيطرة وما تعالج به الدواب ، وعمل من العجائب والطلسمات لكل فن ما لا يحصى كثرة ، وجمع التماسيح ، بطلسم عمله لها ، إلى بركة بناحية أسيوط فكانت تنصب إليها من النيل انصباباً فتقتلها ، وتستعمل جلودها في السفن وغيرها ، وتستعمل لحومها في الأدوية والعقاقير المؤلفة . قال : وبعض القبط يحكي أنه عمل بمصر اثنتي عشرة ألف أعجوبة وطلسما ولم يعمل في بلد كما عمل فيها ولا تهيأ لأهله ما تهيا لهم من ذلك . قال : وأقام شداث في الملك تسعين سنة وخرج يطرد فأكب فرسه في وهدة فقتله . وفي بعض كتبهم : أنه أخذ بعض خدمه ، وقد خالفه في أمر من الأمور ، فأمر بطرحه من أعلى الجبل إلى أسفل فطرح فتقطع جسده ، وندم على فعله ذلك فرأى في منامه أنه سيصيبه مثل ذلك فكان يتوقاه ، وآلى على نفسه ألا يعلو جبالً ، أوصى إن أصابه شيء أن يجعل ناووسه في الموضع الذي يلحقه فيه ما يلحقه ، ويزبر عليه : ليس ينبغي لذي القدرة أن يخرج عن الواجب ويفعل ما لا يجوز

الصفحة 50