كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
الأساطين والأعلام ، وركب عليها أصناف العقاقير والأدوية وجميع العلوم . وكان معه شيطان يعمل له التماثيل العجيبة . وهو أول من بنى بمصر هيكلاً وجعل فيه صور الكواكب السبعة ، وزبر على راس كل كوكب محارته وما يعمله من المنافع والمضار ، وألبسه الثياب الفاخرة وأقام له كاهناً وسدنة . وخرج مغرباً حتى بلغ البحر المحيط وعمل عليه أعلاماً ، وجعل على رأس كل علم أصناماً تسرج عيونها بالليل كأنها مصابيح ، ورجع على بلاد السودان إلى النيل ، وأمر ببناء حائط على جانب النيل ، وجعل له أبواباً يخرج الماء منها . وبنى في صحراء الغرب وراء الواحات ثلاث مدن على أساطين ، وجعل شرفها من الحجارة الملونة التي تشف ، وجعل في كل ناحية منها ثلاث خزائن للحكمة ، وهي أول عجائب الأرض ، وجعل الدخول إلى هذه المدائن من الأساطين التي بنيت عليها . ففي إحدى هذه الخزائن صنم الشمس الذي هو أعظم أصنامهم ، وهي معلقة في بيت شرفها ، وعلى رأسه إكليل فيه كواكبها الثابتة . وفي إحداها صنم للشمس رأسه رأس طاووس في جسد إنسان من ذهب أزرق ، وعيناه جوهرتان صفراوان ، وهو جالس على سرير مغنطيس ، وفي يده مصحف العلوم . وفي إحداها صنم رأسه رأس إنسان وجسده جسد طائر ، وصورة امرأة جالسة من زئبق معقود ، لها ذؤابتان ، وفي يدها مرآة وعلى رأسها صورة كوكب ، وهي رافعة بالمرآة إلى وجهه ، ومطهرة فيها سبعة ألوان ، من الماء السائل لا يختلط بعضها ببعض ولايوارى بعضها بعضاً ، وصورة شيخ من حجر الفيروزج ، وبين يديه صبية يعلمهم ، وهم من أصناف العقيق والجوهر . وفي الخزانة الثانية صورة هرمس يعني عطارد وهو مكب ينظر إلى مائدة بين يديه من نوشادر على

الصفحة 6