كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 15)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
قوائم كبريت أحمر ، وفي وسطها مثل الصحفة من جوهر أحمر فيها دواء أخضر من الصنعة ، وصورة عقاب من زمرد أخضر عيناه من ياقوت أصفر ، وبين يديه حية من فضة قد لوت ذنبها على رجليه ورفعت رأسها كأنها تريد أن تنفخ عليه ، وفي ناحية منها صورة المريخ راكباً على فرس وبيده سيف مسلول من حديد أخضر ، وعمود من جوهر أخضر ، عليه قبة من ذهب فيها صورة المشتري ، وقبة من أدرك على أربعة أعمدة من جزع أزرق في سقفها صورة الشمس والقمر متحاذيين في صورة امرأة ورجل كأنهما يتحادثان ، وقبة من كبريت أحمر فيها صورة الزهرة على صورة امرأة ممسكة بضفيرتها وتحتها رجل من زبرجد أخضر ، في يده كتاب فيه علم من علومهم كأنه يقرأ فيه عليها . وجعل في كل خزانة من بقية الخزائن من العجائب ما لايحد ، وعلى باب كل مدينة طلسمات تمنع من دخولها في صور مختلفة لا يشبه بعضها بعضاً ، وفي كل مدينة من الجوهر النفيس والذهب والفضة والكبريت الأحمر والتربة الصنعية في البراني الملونة ، وصنوف الأدوية النفيسة المؤلفة والسموم القاتلة . وعلم كل باب من الأساطين بعلامة يعرف بها يصعد إليها من مسارب تحت الأرض . قال : وجعل بين هذه المدائن وبين مدينة خلجة ، وهي التي عمل فيها الجنة ، سبعة أميال إلى الغرب ، وبينها وبين الأخرى أربعة عشر ميلاً ، وبين الأخرى واحد وعشرون ميلاً .
وكان له من مدينته إلى هذه المدائن أسراب تحت الأرض يصل منها إليها ، وكذلك من بعضها إلى بعض . وعمل عجائب كثيرة أزالها الطوفان ، وركبت هذه الأرض الرمال فأزالت طلسماتها . قال : وملك نقارس مائة وسبع سنين ثم هلك فعمل له ناووس ، وجعل معه من الأشياء العجيبة ما يطول الأمر بذكره . ثم ملك بعده أخوه مصرام بن نقراوس ، فبنى للشمس هيكلاً من المرمر الأبيض وموهه بالذهب ، وجعل وسط الهيكل كالعرش من جوهر ازرق عليه صورة الشمس من ذهب أحمر وأرخى عليها كلل الحرير الملون ، وأمر أن يوقد عليها بطيب الأدهان ، وجعل في الهيكل قنديلاً من الزجاج الصافي ، وجعل فيه حجراً مدبراً يضيء

الصفحة 7