كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
وجماعة : اربيعة ومضر الصريح من ولد إسماعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام . قال : وحدثني أبو معاوية ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما قال : مات أدد والد عدنان ، وعدنان ، ومعد بن عدنان ، وربيعة ، ومضر ، وقيس عيلان ، وتميم ، وضبة ، وأسد ، وخزيمة ، على الإسلام على ملة أبيهم إبراهيم ، فلا تذكروهم إلا بما يذكر به المسلمون . والله الموفق .
وأما الياس بن مضر ، فكنيته أبو عمرو . وقال صاحب الاشتمال : قال الزبير : ولد مضر بن نزار الياس بن مضر ، فلما أدرك الياس انكر على بني إسماعيل ما غيروا من سنن آبائهم وسيرهم ، وبا فضله فيهم ، ولأن جانبه لهم ، حتى جمعهم رأيه ورضوا به ، فردهم إلى سنن آبائهم ، حتى رجعت سنتهم تامة على أولها .
وهو أول من أهدى البدن إلى البيت ، وهو أول من وضع حجر الركن للناس بعد غرق البيت وانهدامه زمن نوح . فكان الياس أول من ظفر به ، فوضعه في زاوية البيت .
وبعض الناس يقولون : انما كان ذهب بعد إبراهيم وإسماعيل . قال : وفى هذا كله نظر . قال : وقال الزبير : ولم تزل العرب تعظم الياس بن مضر تعظيم أهل الحكمة ، كتعظيمها لقما وأشباهه . قال ابن دحية : وهو وصى أبيه ، وكا ذا جمال بارع ودين ، تعظمه العرب قاطبة ، وهو أول من مات بالسل . قال السهيلي : وانما سمى السل داء ياس وداء الياس لأن الياس بن مضر مات به .
ولما مات أسفت امرأته خندف عيلان سفاً شديداً . وكانت نذرت ، اهلك ، ألا تقيم في بلدٍ مات فيه ، ولا يظلها بيت ، وتسيح في الأرض ، وحرمت الرجال والطيب بعده . فلما هلك خرجت سائحة حتى هلكت . وكانت وفاته يوم الخميس ، فنذرتاتبكيه كلما طلعت شمس يوم الخميس حتى تغيب الشمس . قال السهيلي : ويذكر عن النبي صلى اله عليه وسلم انه قال : " لا تسبوا الياس فانه كان مؤمناً " . وذكر انه كان يسمع في صلبه تلبية

الصفحة 10