كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 105 """"""
وصاحبت أحباراً اناروا بعلمهم . . . غياهب جهلٍ ما ترى فهي طابنا
وكم راهب فوق عنشبيل قائمٍ . . . لقيت وما غادرت في البحث كاهنا
وكلّهم لما تعطّشت قال لي . . . با نبيّا سوف تلقاه دائنا
بمكة والأوثا فيها عزيزةٌ . . . فيركسها حتى تراها كوامنا
فما زلت أدعو الله في كل حاضرٍ . . . حللت به سراً وجهراً معالنا
وقد خمدت منّي شرارة قوتي . . . وألفيت شيخاً لا أطيق الشّواجنا
وانت وربّ البيت تلقى محمداً . . . بعامك هذا قد أقام البراهنا
فحيّ رسول الله عنّي فانني . . . على دينه أحيا وا كنت واهنا
فياليتني أدركته في شبيبتي . . . فكنت له عبداً وإلا العجاهنا
عليه سلام الله ما ذرّ شارقٌ . . . تألّق هنّافا من النور هافنا قال أبو بكر رضي الله عنه : فحفظت وصيته وشعره وقدمت مكة ، فجاءني شيبة بن ربيعة ، وأبو جهل بن هشام ، وأبو البختري ، وعقبة بن أبي معيط ، ورجالات قريش مسلمين علي ، فقلت : هل حدث أمر ؟ فقالوا : حدث أمر عظيم ؛ هذا محمد بن عبد الله يزعم انه نبي أرسله الله إلى الناس ، ولولا انت ما انتظرنا به ، فإذ جئت فانت البغية والنهية ، قال : فأظهرت لهم تعجباً وصرفتهم على أحسن شيء ، وذهبت أسأل عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقيل لي : هو في منزل خديجة ، فقرعت الباب عليه فخرج إلي فقلت : يا محمد ، فقدت من نادي قومك فاتهموك بالغيبة وتركت دين آبائك ، فقال يا أبا بكر ، اني رسول الله إليك وإلى الناس كلهم فآمن بالله ، فقلت وما آيتك ؟ قال : الشيخ الذي لقيته باليمن ، قلت : وكم من شيخ قد لقيت ، وبعت منه واشتريت ، وأخذت وأعطيت ؟ ؟ قال : الشيخ الذي أخبرك عني ، وأفادك الأبيات ، قلت : من أخبرك بهذا يا

الصفحة 105