كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 106 """"""
حبيبي ؟ قال : الملك العظيم الذي كان يأتي الأنبياء قبلي ، فقلت : أشهدالا إله إلا الله وانك رسول الله . قال أبو بكر رضي الله عنه : فانصرفت وما أحد أشد سروراً من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بإسلامي .
وأما من ذكر صفة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد بمعثه ورؤيته له ، وذكر قومه بها وحقق عندهم انه هو ، لما كان يجد عنده من العلم بصفته ( صلى الله عليه وسلم ) .
فمن ذلك ما روىاصفية بنت حي بن أخطب قالت : كنت أحب الناس إلى أبي ، وكا عمي أشد حباً لي ، فأتيا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بقباء ، ثم رجعا من عنده ثقيلين لا يلتفتا نحوي ، ولا ينظرا إلي ، فسمعت عمي يقول لأبي : هل تعرفه ؟ قال : نعم . قال فماذا عندك فيه ؟ قال : عداوته إلى آخر الدهر ، قال عمي لأبي : انشدك اللهاتطيعني يأخى في هذا ثم اعصني فيما سواه ، هلم نتبعه ، فقال أبي : لا ؛ والله لا أراك له عدوا فقال عمي : انك تهلكنا وتهلك نفسك ، اهذا نبي السيف ، وجعل عمي يكلمه وهو يأبى إلا كلامه الأول ، قالت صفية : فلما كان الليل ، وجدت نسوةً من بني النضير جالسات يقلن : والله ما أحسن حي ابن أخطب بخلاف أخيه ، انا لنعلماهذا نبي مذور في الكتب ، وقالت عجوز منهن : سمعت أبي يقول لإخوتي : انبياً من العرب يقال له أحمد ، مولده بمكة ، ودار هجرته يثرب ، وهو خير الأنبياء ، فا خرج وأنتم أحياء ، فاتبعوه ؛ قالت صفية : وإذا هن كلهن يزرين على أبي ، ويتعتبن عليه فعله .
ومنه ما قاله كعب بن عمرو لبني قريظة عند حصارهم . وسنذكر ذلكاشاء الله في الغزوات ، وقد تقدم خبر بحيرا ونسطور ، فلا فائدة في إادته هنا .
وأما من أظهر صحفا كانت عنده فيها صريح ذكره ( صلى الله عليه وسلم ) ، فمن ذلك ما روىارجلاً أتى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بورقةٍ ورثها عن أبيه عن جده ، وذكراسلفه كانوا يتوارثونها على وجه الدهر ، فإذا فيها : اسم الله وقوله الحق ، وقول الظالمين في تبارٍ ، هذا ذكرٌ لأمةٍ تأتي في آخر الزمان ، يأتزرون على أوساطهم ، ويغسلون أطرافهم ، ويخوضون البحر إلى أعدائهم ، فيهم صلاة لو كانت في قوم نوح ما هلكوا في الطوفان ؛ أو في ثمود ما أهلكوا بالصيحة ، قال : فقرئت الورقة على الناس ، وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بحفظها .
ومنه ما روىاعلي بن أبي طالب رضي الله عنه نزل بالبليح إلى جانب ديرٍ ،

الصفحة 106