كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 108 """"""
انظر من صاحبك من هؤلاء ، فنظرت فإذا صورة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كانما ينطق ، فقلت : هو هذا فقال : صدقت ، ثم أراني صورة عن يمينه فقال : من هذا ؟ قلت : هذه صورة رجل من قومه اسمه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فاشار إلى صورة أخرى عن يسارة ، فقلت : هذه صورة رجل من قومه يقال له عمر رضي الله عنه ، فقال : انا نجد في الكتابابصاحبيه هذين يتم الله أمره . قال دحية : فلما قدمت على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أخبرته ، قال : صدق : بأبي بكر وعمر يتم الله هذا الأمر بعدي . والله الموفق .
ومنه ما روى عن حكيم بن حزام قال : دخلت الشام للتجارة قبل ان أسلم ، ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة ، فأرسل قيصر إلينا فجئناه ومعنا أمية بن أبي الصلت الثقفي ، فقال : من أي العرب أنتم ؟ وما قرابتكم من هذا الرجل الذي يزعم انه نبي ؟ فقال حكيم : فقلت انا ابن عمه ، يجمعني وإياه الآب الخامس ، فقال : هل أنتم صادقي فيما أريكموه وأسألكم عنه ؟ قلنا : نعم ، نصدقك أيها الملك ، فقال : أنتم ممن اتبعه أو ممن رد عليه ؟ قلنا : ممن رد عليه ما جاء به وعاداه ، ولكنا نصدقك مع هذا قال : احلفوا لي بآلهتكم لتصدقنني في جميع ما أسألكم عنه وأعرضه عليكم ، فحلفنا له وأعطيناه من المواثيق ما أرضاه ، فسألنا عن اشياء مما جاء به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبرناه بها ثم نهض واستنهضنا معه ، فأتى كنيسة في قصره ، فأمر بفتحها ودخل ونحن معه ، وجاء إلى سترٍ وأمر بكشفه فإذا صورة رجل ، قال : أتعرفون من هذه صورته ؟ قلنا : لا . قال : هذه صورة آدم ، ثم تتبع أبواباً يفتحها ويكشف عن صور الأنبياء واحداً بعد واحد ، ويقول : هذا صاحبكم ؟ فنقول : لا . حتى فتح باباً وكشف لنا سترا عن صورة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : أتعرفون هذا ؟ قلنا : نعم ، هذه صورة صاحبنا فقال : أتدرون منذ كم صورت ؟ قلنا : لا . قال : منذ أكثر من ألف سنة ، فا صاحبكم نبيٌ مرسل فاتبعوه ، ولوددت اني عنده فأشرب ما يغسل من قدميه .
وقد ورد في الصحيحين خبر قيصر مع أبي سفيا لما سأله عن رسول

الصفحة 108