كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 110 """"""
عائفاً ولا منجماً من أهل مملكته إلا جمعه إليه ، فقال لهم : اني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبروني بها وبتأويلها قالوا له : اقصصها علينا نخبرك بتأويلها قال : اني ان أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم عن تأويلها فانه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها قبل ان أخبره بها فقال له رجل منهم : فا كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشق ، فانه ليس أحدٌ أعلم منهما فانهما يخبرانه بما سأل عنه .
قال ابن هشام : واسم سطيح : ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب ابن عدي بن مازن بن غسان . وشق بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن قيس ابن عبقر بن انمار بن نزار .
قال ابن إسحاق : فبعث إليهما فقدم عليه سطيح قبل شق ، فقال له : اني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبرني بها فانكاقضيتها أصبت تأويلها قال : افعل ؛ رأيت حممة ، خرجت من ظلمة ، فوقعت بأرض تهمة ، فأكلت منها كل ذات جمجمة ؛ فقال له الملك : ما أخطأت منها شيئاً يا سطيح ، فما عندك في تأويلها ؟ قال : أحلف بما بين الحرتين من حنش ، لتهبطن أرضكم الحبش ، فليملكن ما بين أبين إلى جرش ، فقال الملك : وأبيك يا سطيحاهذا لنا لغائظ موجع ، فمتى هو كائن ، أفي زماني أم بعده ؟ قال : لا . بل بعده بحين ، أكثر من ستين أو سبعين ، يمضين من السنين ، قال : افيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ؟ قال : لا . بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ، ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين ، قال : ومن يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم ؟ قال : يليه إرم ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك منهم أحداً

الصفحة 110