كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 111 """"""
باليمن ، قال : أفيدوم ذلم من سلطانه أم ينقطع ؟ قال : بل ينقطع ، قال : ومن يقطعه ؟ قال : نبي زكى ، يأتيه الوحي من قبل اعلي ، قال : وممن هنا النبي ؟ قال : رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر ، قال : وهل للدهر من آخر ؟ قال : نعم ، يوم يجمع فيه الأولون والآخرون ، يسعد فيه المحسنون ، ويشقى فيه المسيئون ، قال : أحقٌ ما تخبرني ؟ قال : نعم ، والشفق والغسق ، والفلق إذا اتسق ؛ اما انبأتك به لحق .
ثم قدم عليه شق فقال له كقوله لسطيح ، وكتمه ما قال سطيح ، لينظر أيتفقا أم يختلفا ؟ فقال : نعم ، رأيت حممة ، خرجت من ظلمة ، فوقعت بين روضةٍ وأكمة ، فأكلت منها كل ذات نسمة . فلما قال ذلك عرف انهما قد اتفقا وا قولهما واحدٌ ، فقال له الملك : ما أخطأت ياشق منها شيئا فما عندك في تأويلها ؟ فقال : أحلف بما بين الحرتين من انسان ، لينزلن أرضكم السودان ، فليغلبن على كل طفلة البنان ، وليملكن ما بين أبين إلى نجران ، فقال له الملك : وأبيك ياشق ، اهذا لنا لغائظٌ موجع ، فمتى هو كائن أفي زماني أم بعده ؟ قال : لا . بل بعده بزمان . ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شان ، ويذيقهم أشد الهوان ، قال : ومن هذا العظيم الشا ؟ قال : غلام ليس بدنيٍ ولا مدن يخرج عليهم من بيت ذي يزن ، قال : أفيدوم سلطانه أم ينقطع ؟ قال : بل ينقطع برسول مرسل ، يأتي بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل ، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصفل ، قال : وما يوم الفصل ؟ قال : يوم تجزي فيه الولاة ، يدعى فيه من السماء بدعوات ، يسمع فيها الأحياء والأموات ، ويجمع فيها الناس للميقات ، يكون فيه لمن اتقي الفوز والخيرات ، قال : أحقٌ ما تقول ؟ قال : إي ورب السماء والأرض ، وما بينهما من رفع وخفض ، اما انبأتك به لحق ما فيه أمض ، قال : فوقع في نفس ربيعة بن نصر ما قالأن فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم ، وكتب إلى ملكٍ من ملوك فارس يقال له سابور ، فأسكنهم في الحيرة ، فمن بقية ولد ربيعة بن نصر النعمان المنذر .

الصفحة 111