كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 115 """"""
انه لمن نجل هاشم ، من معشرٍ أكارم ، يبعث بالملاحم ، وقتل كل ظالم ؛ ثم قال : هذا هو البيان ، أخبرني به رئيس الجان ؛ ثم قال : الله أكبر ، جاء الحق وظهر ، وانقطع عن الجن الخبر ؛ ثم سكت فأغمى عليه ، فما أفاق إلا بعد ثلاث فقال : لا إله إلا الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : لقد نطق عن مثل نبوة ، وانه ليبعث يوم القيامة أمةً وحده . والله أعلم .
ومنه ما روىاسفيا بن مجاشع بن دارم احتمل ديات دماءٍ كانت من قومه ، فخرج يستعين فيها فدفع إلى حي من تميم ، فإذا هم مجتمعون إلى كاهنة تقول : العزيز من والاه ، والذليل من خالاه ، والموفور من مالاه ، والموتور من عاداه ؛ قال سفيان : من تذكرين لله أبوك ؟ فقالت : صاحب حل وحرم ، وهدى وعلم وبطشٍ وحلم ، وحرب وسلم ، رأس رؤوس ، ورائض يموس ، وماحي بوس ، وماهد وعوس ، وناعشٍ منعوس ؛ قال سفيان : من هو لله أبوك ؟ قالت : نبي مؤيد ، قداحين يوجد ، ودنا أوا يولد ، يبعث إلى الأحمر والأسود ، بكتاب لا يفند ، اسمه محمد ؛ قال سفيان : لله أبوك ، أعربي هو أم عجمي ؟ قالت : أما والسماء ذات العنان ، والشجر ذات الأفنان ، انه لمن معد بن عدنان ، فقدك يا سفيان ؛ فأمسك سفيا عن سؤالها ثماسفيا ولد له غلام فسماه محمداً لما رجاه منايكون النبي الموصوف .
ومنه ما روىاعمرو بن معد يكرب عوتب على ارتداده عن الإسلام فقال : والله ما هو إلا الشقاء ، ولقد علمتامحمداً رسول الله قبلايوحي إليه ، قيل : كيف كان ذلك يا أبا ثور ؟ قال : حدث بين بني زبيد تناجش وتظالم ، ونما إلىاسفك بعضهم دماء بعضٍ ، ففزع حلماؤهم إلى كاهنٍ لهم رجو ان ايكون عنده المخرج مما نزل بهم ، فقال الكاهن : أقسم بالسماء ذات الأبراج ، والأرض ذات الأدراج ، والريح ذات العجاج ، والبحار ذات الأمواج ، والجبال ذات الفجاج ، ان

الصفحة 115