كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 117 """"""
عباس انطلاق عمر إلى منزل أخته على ما نذكر ذلك أو نحوه عند ذكرنا إسلام عمر رضي الله عنه .
قال : ثم خرج لقصد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلقيه رجال من بني سليم قد تنافروا إلى صنم لهم ليحكم بينهم اسمه الضمار ، فدعوا عمر إلى الدخول معهم إليه ففعل ، فلما وقفوا بين يدي الصنم سمعوا هاتفاً من جوفه يقول :
أودى الضّمار وكا يعبد مرةً . . . قبل الكتاب وقبل بعث محمد
ا الذي ورث النبوة والهدى . . . بعد ابن مريم من قري مهتدى
سيقول من عبد الضّمار ومثله . . . ليت الضّمار ومثله لم يعبد
أبشر أبا حفصٍ بدينٍ صادقٍ . . . تهدى إليه بالكتاب المرشد
واصب أبا حفصٍ قليلا انه . . . يأتيك عن فرق أعزّ بني عدي
لا تعجلنّ فانت ناصر دينه . . . حقّاً يقينا باللسا وباليد
قال : فعجب القوم منه ونكسه عمر ، وغير الله ما في صدره من عداوة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
ومنه ما روىاوائل بن حجر وكا ملكاً مطاعا وكا له صنم من العقيق الأحمر يعبده ويحبه حباً شديدا ولم يكن يكلم منه ، إلا انه كان يرجو ذلك ، فيكثر له السجود ، ويعتر له العتائر ، فبينا هو نائم في الظهيرة أيقظه صوت منكر من المخدع الذي فيه الصنم ، فقام من مضجعه وأتاه فسجد أمامه ، فإذا قائل يقول :
يا عجبا لوائل بن حجر . . . يخال يدرى وهو ليس يدرى
ماذا يرجّى من نحيت صخر . . . ليس بذى عرفٍ ولا ذى نكر
ولا بذى نفع ولا ذى ضرّ . . . لو كان ذا حجرٍ أطاع أمرى
قال وائل : فرفعت رأسي واستويت جالسا ثم قلت : قد أسمعت أيها الناصح ، فماذا تأمرني ؟ فقال : [ من الرجز ]

الصفحة 117