كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 118 """"""
ارحل إلى يثرب ذات النّخل . . . وسر إليها سير مشمعلّ
تدن بدين الصائم المصلّى . . . محمد المرسل خير الرسل
قال وائل : ثم خر الصنم بوجهه فانكسر انفه ، واندقت عنقه ، فقمت إليه فجعلته رفاتا ثم سرت مسرعاً حتى أتيت المدينة ؛ وذكر إسلامه بين يدي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . والله المعين .
ومنه خبر مازن الطائي في سبب إسلامه
رواه البيهقي في دلائل النبوة بسندٍ قال : كان مازن الطائي بأرض عما بقرية تدعى سمايل ، وكا يسدن الأصنام لأهله ، وكا له صنم يقال له باجر ، قال مازن : فعترت ذات يوم عتيرة ، والعتيرة : الذبيحة ، فسمعت صوتاً من الصنم يقول : يا مازن : أقبل إلي أقبل ، تسمع ما لا يجهل ، هذا نبي مرسل ، جاء بحق منزل ، فآمن به كي تعدل ، عن حر نار تشعل ، وقودها بالجندل . قال مازن : فقلت واللهاهذا لعجب ، ثم عترت بعد عشرة أيام عتيرة أخرى ، فسمعت صوتاً آخر أبين من الأول وهو يقول : يا مازن اسمع تسر ، ظهر خير وبطن شر ، بعث نبي من مضر ، بدين الله الكبر ، فدع نحيتا من حجر ، تسلم من حرسقر ؛ قال مازن : فقلتاهذا والله لعجب ، انه لخيرٌ يراد بي ؛ وقدم علينا رجل من أهل الحجاز فقلنا : ما الخبر وراءك ؟ قال : خرج رجل بتهامة يقول لمن أتاه : أجيبوا داعي الله عز وجل ، يقال له أحمد ، قال : فقلت هذا والله نبأ ما سمعت ، فثرت إلى الصنم فكسرته أجذاذا وشددت راحلتي ورحلت ، حتى أتيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فشرح إلى الإسلام فأسلمت ، وانشأت أقول :
كسرت باجر أجذاذا وكا لنا . . . ربا نطيف به ضلاّ بتضلال
فالهاشمي هدانا من ضلالتنا . . . ولم يكن دينه منّى على بال
يا راكبا بلّغن عمرا وإخوته . . . اني لما قال ربّي باجرٌ قالى

الصفحة 118