كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 119 """"""
قال مازن : فقلت يا رسول الله ، اني امرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر ، وبالهلوك من النساء ، وألحت علينا السنون فأذهبن الأموال ، وأهزا الذرارى والرجال ، وليس لي ولد ، فادع اللهايذهب عني ما أجد ، ويأتيني بالحيا ويهب لي ولدا فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : اللهم أبدله بالطرب قراءة القران ، وبالحرام الحلال ، وبالخمر رياً لا إثم فيه ، وبالعهر عفة الفرج وائته بالحيا وهب له ولدا . قال مازن : فأذهب الله عنى كل ما أجد ، وأخصبت عمان ، وتزوجت أربع حرائر ، ووهب لي حيا بن مازن ، وانشأت أقول :
إليك رسول الله خبّت مطيّتي . . . تجوب الفيافى من عما إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصا . . . فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج
إلى معشرٍ خالفت في الله دينهم . . . فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
وكنت امرأً بالعهر والخمر مولعا . . . شبابي حتى آذن الجسم بالنهج
فبدلني بالخمر خوفاً وخشية . . . وبالعهر إحصانا وحصن لي فرجي
فأصبحت همّي في جهادٍ ونيتّي . . . فلله ما صومي ولله وما حجّي
قال مازن : فلما رجعت إلى قومي انبوني وشتموني ، وأمروا شاعرهم فهجاني ، فقلتاهجوتهم فانما أهجو نفسي ، فتركتهم ، قال : ثم القوم ندموا وكنت القيم بأمورهم ، فقالوا ما عسىانصنع به ، فجاءني منهم أزفلة عظيمة فقالوا : يا بن عم ، عبنا عليك أمراً فنهيناك عنه ، فإذا أبيت فنحن تاركوك ، ارجع معنا فرجعت معهم ، فأسلموا بعد كلهم .
ومازن هذا هو الذي أقطعه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أرض عمان .
ومنه ما روى عن جبير بن مطعم عن أبيه قال : كنا جلوسا عند صنم لنا فإذا

الصفحة 119