كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 121 """"""
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : بعث الله محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) وله يومئذٍ أربعون سنة ويوم ، فأتاه جبريل ليلة السبت وليلة الأحد ، ثم ظهر له بالرسالة يوم الاثنين لسبع عشرة ليلةً خلت من شهر رمضا في حراء ، وهو أول موضع نزل فيه القران .
وحكى أبو عمر بن عبد البرامحمد بن موسى الخوارزمي قال : بعث نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) يوم الاثنين لثما خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل . فكان من مولده إلىابعثه الله عز وجل أربعون سنة ويوم .
وعن عبد الله بن الزبير وغيره : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يجاور في حراء شهراً من كل سنة ، يطعم من جاءه من المساكين ، فإذا قضى ( صلى الله عليه وسلم ) جواره من شهره ذلك ، كان أول ما يبدأ به - إذا انصرف من جواره - الكعبة قبلايدخل بيته ، فيطوف بها سبعاً أو ما شاء الله من ذلك ، ثم يرجع إلى بيته ، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله به فيه من كرامته ما أراد ، من السنة التي بعثه فيها وذلك في شهر رمضان ، خرج ( صلى الله عليه وسلم ) إلى حراء كما كان يخرج لجواره ومعه أهله ، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فهيا برسالته ، ورحم العباد بها جاءه جبريل بأمر الله ؛ قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : جاءني وانا نائم بنمطٍ من ديباج فيه كتاب ، فقال : اقرأ ؛ قال : قلت : ما أقرأ ؟ قال : فغتني به حتى ظننت انه الموت ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ؛ قلت : ماذا أقرأ ؟ قال : فغتني به حتى ظننت انه الموت ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ؛ قلت : ماذا أقرأ ؟ ما أقول ذلك إلا افتداءً منهايعود لي بمثل ما صنع . فقال : " اقْرَأ بِاسم رَبِّك الذِي خَلَق خَلَق الأنسا مِن عَلَقٍ اقْرأ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ الذِي عَلَّم بِالقَلَم عَلَّم الأنسا ما لم يَعْلَم " . قال : فقرأتها ثم انتهى فانصرف عني ، وهببت من نومي ، فكانما كتب في قلبي كتابا ؛ قال : فخرجت حتى إذا كنت في وسطٍ من الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول : يا محمد ، انت رسول الله ، وانا جبريل ، قال : فرفعت رأسي انظر إلى السماء ؛ فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول : يا محمد ، انت رسول الله ، وانا جبريل ، قال : فوقفت انظر إليه ، فما أتقدم وما أتأخر ، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء ، فما انظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفاً ما

الصفحة 121