كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 122 """"""
أتقدم أمامي وما أرجع ورائي حى بعثت خديجة رسلها في طلبي ، فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها وانا واقف في مكاني ذلك ؛ ثم انصرف عني .
وانصرفت راجعاً إلى أهلي حتى أتيت خديجة ، فجلست إلى فخذها مضيفاً إليها فقالت : يا أبا القاسم أين كنت ؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا أعلى مكة ورجعوا إلي ، فحدثتها بالذي رأيت ، فقالت : أبشر يا بن عم واثبت ، فوالذي نفس خديجة بيده اني لأرجوناتكون نبي هذه الأمة . ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، وهو ابن عمها وكا قد تنصر في الجاهلية وقرأ الكتب ، وسمع من أهل التوراة والأنجيل ، فأخبرته بمأ أخبرها به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) انه رأى وسمع ، فقال ورقة : قدوس قدوس ، والذي نفس ورقة بيده ، لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ، وانه لنبي هذه الأمة ، فقولي له فليثبت . فرجعت خديجة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبرته بقول ورقة بن نوفل ، فلما قضى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جواره وانصرف صنع كما كان يصنع ؛ بدأ بالكعبة فطاف بها فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالكعبة فقال : يا بن أخي ، أخبرني بما رأيت وسمعت ، فأخبره رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ فقال له ورقة : والذي نفسي بيده انك لنبي هذه الأمة ، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى ، ولتكذبنه ، ولتؤذينه ، ولتخرجنه ، ولتقاتلنه ، ولئن انا أدركت ذلك اليوم ، لأنصرن الله نصراً يعلمه ، ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه ، ثم انصرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى منزله .
وذكر الإمام العدل سليمان التيمي في سيره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حين أخبر خديجة عن جبريل ، ولم تكن سمعت باسمه قط ، ركبت إلى بحيرا الراهب إلى الشام ، قال الزهري هو جبر من يهود تيماء ، فسألته عن جبريل ، فقال لها : قدوس قدوس ، يا سيدة نساء قريش ، انى لك بهذا الاسم ؟ فقالت : بعلي ابن عمي أخبرني انه يأتيه ، فقال : قدوس قدوس ما علم به إلا نبي ، فإه السفير بين الله وبين انبيائه ، وا الشياطين لا تجترئاتتمثل به ولا تتسمى به .
وكا غلامٌ لعتبة بن ربيعة بن عبد شمس اسمه عداس من أهل نينوى مدينة

الصفحة 122