كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 123 """"""
يونس عيلان لسلام ، عنده علم من الكتاب أرسلت تسأله عن جبريل فقال : قدوس قدوس انى لهذه البلاد بذكر جبريل يا سيدة نساء قريش ؟ فأخبرته بقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال عداس مثل قول الراهب .
وروى البخاري - رحمه الله - في صحيحه بإسناده عن هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : الحارث بن هشام سأل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي ، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعى ما يقول قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عيلان لوحي في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه وا جبينه ليتفصد عرقا . وبسنده عن عائشة رضي الله عنها انها قالت : أول ما بدئ به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يلحق بغار حراء ، فيتحنث فيه ، وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبلاينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاء الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرا قال : قلت : ما انا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : ما انا بقارئ ، فأخذني فغطني الثاني حتى بلغ من الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : ما انا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال : " اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الأنسا مِن عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ الذِي عَلَّمَ بَالْقَلَمِ " فرجع بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة : كلا والله ، ما يخزيك الله أبدا انك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة حتى

الصفحة 123