كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 124 """"""
أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ، وكا امرءاً تنصر في الجاهلية ، وكا يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الأنجيل بالعبرانية ما شاء اللهايكتب ، وكا شيخاً كبيراً قد عمي ، فقالت له خديجة : يا بن عم أمسع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا بن أخي ، ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي انزل الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا يتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أومخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وا يدركني يومك انصرك نصراً مؤزرا ؛ ثم لم ينشب ورقةاتوفى ، وفتر الوحي .
قال ابن شهاب : وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمناجابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي ، فقال في حديثه : بينا انا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء ، فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فرعبت منه ، فرجعت فقلت : زملوني زملوني ، فانزل الله : " يأيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فَانذْرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابك فَطَهّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ " ، فحمى الوحي وتتابع .
قال محمد بن إسحاق : وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير انه حدث عن خديجة انها قالت لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أي ابن عم ، أتستطيعاتخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال نعم ، قالت : فإذا جاءك فأخبرني به ، فجاءه جبريل عيلان سلام كما كان يصنع ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يا خديجة ، هذا جبريل قد جاءني قالت : قم يا بن عم فاجلس على فخذي اليسرى ، فقام فجلس عليها قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاقعد على فخذي اليمنى ، قال : فتحول فقعد على فخذها اليمنى ، فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاجلس في حجري ، فتحول فجلس في حجرها ثم قالت : هل تراه ؟ قال : نعم : قال : فحسرت وألقت خمارها ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جالس في

الصفحة 124