كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 125 """"""
حجرها ثم قالت : هل تراه ؟ قال : لا . قالت يا بنعم : اثبت وأبشر ، فوالله انه لملك ، ما هذا بشيطان .
وكانت خديجة رضي الله عنها أول من آمن بالله وبرسوله وصدق بما جاء به . وحكى أبو عمر بن عبد البرارسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أسر أمره ثلاث سنين ثم أمره الله تعالى بإظهار دينه والدعاء إليه ، فأظهره بعد ثلاث سنين من مبعثه ، قال : وقال الشعبي : أخبرتاإسرافيل تراءى له ثلاث سنين . وروى ابن عبد البر بسنده إلى الشعبي قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأربعين ، ووكل به إسرافيل عيلان لسلام ثلاث سنين ثم وكل به جبريل عيلان لسلام . وفي روايةٍ عنه : ثم بعث إليه جبريل بالرسالة . وعنه أيضاً قال : انزلت عيلان لنبوة وهو ابن أربعين ، فقرن نبوته إسرافيل عيلان لسلام ثلاث سنين ، وكا يعلمه الكلمة والشيء ، ولم ينزل عيلان لقرا على لسانه ، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عيلان لسلام ، فنزل القرا على لسانه عشرين سنة .
ذكر فترة الوحي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وما انزل بعد فترته
قال : وفتر الوحي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فترةً حتى شق ذلك عليه وأحزنه . واختلف في مدة فترة الوحي ، فقال ابن جريح : احتبس عنه الوحي اثنى عشر يوما وقال ابن عباس رضي الله عنهما : خمسة عشر يوما وقيل خمسة وعشرين . وقال مقاتل : أربعين يوماً . والله أعلم .
روى البخاري - رحمه الله - عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وساق الحديث بنحو ما تقدم ، قال : وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدي له جبريل فقال : يا محمد انك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه ،

الصفحة 125