كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 127 """"""
له فأغناه بما آتاه ، أو بما جعله في قلبه من القناعة والغنى ، ويتيما فحدب عليه عمه وآواه إليه ، وقيل : آواه إلى الله ، وقيل : يتيما لا مثال لك فآواك إيه ، وقيل المعنى ألم يجدك فهدى بك ضالأن وأغنى بك عائلأن وآوى بك يتميا ذكره بهذه المنن ، وانه - على المعلوم من التفسير - لم يهمله في حال صغره وغيلته ويتمه ، وقبل معرفته به ولا ودعه ولا قلاه ، فكيف بعد اختصاصه واصطفائه . والله أعلم السادس - أمره بإظهار نعمته عليه ، وشكر ما شرفه به بنشره وإشادة ذكره بقوله : " وَأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّطَ فَحَدِّثْ " ، فا من شكر النعمة التحدث بها وهذا خاص له ، عام لأمته .
وقال ابن إسحاق : أي بما جاءك من الله من نعمته وكرامته من النبوة ، فحدث بها أي اذكرها وادع إليها . قال : فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يذكر ما انعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوة سراً إلى من يطمئن إليه من أهله . قال : ثم فرضت الصلاة عليه ( صلى الله عليه وسلم ) . والله الموفق لطاعته .
ذكر فرض الصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
روى عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - انها قالت : افترضت الصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أول ما افترضت ركعتين ركعتين كل صلاة ، ثم الله تعالى أتمها في الحضر أربعا وأقرها في السفر على فرضها الأول ركعتين .
قال محمد بن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم الصلاة حين افترضت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أتاه جبريل وهو بأعلى مكة ، فهمز له بعقبه في ناحية الوادي ، فانفجرت منه عينٌ فتوضأ جبريل ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة ، ثم توضأ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كما رأى جبريل توضا ثم قام به جبريل فصلى ، وصلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بصلاته ، ثم انصرف جبريل ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى خديجة فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبريل ، فتوضأت كما توضأ لها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم صلى

الصفحة 127