كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 129 """"""
وصالح ابن كيسان ، وسعد بن إبراهيم ، وعثما بن محمد الأخنسي ، وهم لا يشكون ان أول القوم إسلاما أبو بكرٍ .
وروى أبو الفرج بسنده عن ابن عباس انه قال : أول من صلى أبو بكرٍ رضي الله عنه ، ثم تمثل بأبيات حسا بن ثابت :
إذا تذكّرت شجّوا من أخي ثثقةٍ . . . فاذكر أخاك أبا بكرٍ بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها . . . إلا النبيّ ، وأولاها بما حملا
الثاني التالي المحمود مشهده . . . وأوّل الناس حقا صدّق الرسلا
والله يهدي من يشاء .
وأما إسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه - فقد اختلف في سنه حال إسلامه ؛ فقيل : أسلم وهو ابن عشر سنين ، وقيل : تسع سنين ، وقيل اثنتي عشرة سنة ، وقيل أكثر من ذلك إلى عشرين سنة ، وهو بعيد ، لأنه آمن في ابتداء الأمر وظهور النبوة . والله أعلم .
وكا من حديث إسلامه ما رواه محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر بن أبي الحجاج ، قال : كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب ومما صنع الله له وأراده به من الخيراقريشاً أصابتهم أزمة شديدة ، وكا أبو طالب ذا عيال كثير ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعمه العباس ، وكا من أيسر بني هاشم : يا عباس ، ان أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه فلنخفف عنه من عياله ؛ آخذ من بنيه رجلأن وتأخذ انت رجلاً فنكفلهما عنه ، فقال العباس : نعم ، فانطلقا حتى لقيا أبا طالب ، فقالا له : انا نريدانخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما ؛ ويقال قال : عقيلاً وطالباً ؛ فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عليا فضمه

الصفحة 129