كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 13 """"""
وهي أم أسد بن الهون ؛ ولم تلد لكنانة ولدا ذكراً ولا انثى ، ولكن كانت ابنة أخيها وهي برة بنت مر بن أد بن طابخة أخت تميم بن مر عند كنانة بن خزيمة ، فولدت له النضر بن كنانة . قال : وانما غلط كثير من الناس لما سمعو ان اكنانة خلف على زوجة أبيه لانفاق اسمهما وتقارب نسبهما . قال : وهذا الذي عليه مشايخنا وأهل العلم بالنسب . قال : ومعاذ اللهايكون أصاب نسب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسلم مقت نكاح ؛ قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ما زلتُ أخُرج من نكاحٍ كنكاح الإسلام ، حتى خرجت من أمي وأبي " . قال : ومن اعتقد غير هذا فقد كفر وشك في هذا الخبر . قال : والحمد لله الذي طهره من كل وصم وطهر به . وأما مالك بن النضر ، فكنيته أبو الحارث ، وأمه عاتكة بنت عدوان ، وهو الحارث بن عمرو بن قيس عيلأن ، ولقبها عكرشة ، وقيل عوانة بنت سعد القيسية ، وقيل غير ذلك . ومالك هو أبو قريش كلها .
وأما فهر بن مالك - وهو قريش ، وفهر لقب غلب عليه - فكنيته أبو غالب ، وهو جماع قريش في قول هشام بن الكلبي . وأم فهر جندلة بنت عامر بن الحارث ابن مضاض الجرهمي ؛ ومن جاوز فهرا فليس هو من قريش .
وقد اختلف في تسمية قريش قريشا ومن أول من تسمى به ، فقال محمد بن كعب : انما سميت قريش قريشاً لتجمعها بعد تفرقها وقال محمد بن سلام : لما جمع قصي قبائل النضر ، وحارب بهم خزاعة ، وغلب على الحرم ، سموا قريشاً لاجتماعهم . وقيل : انما سموا قريشاً لأنهم يتقرشون البضاعات فيشترونها . وقيل : جاء النضر بن كنانة في ثوب له فقالوا : قد تقرش في ثوبه كانه جمل قريش ، أي شديد مجتمع . وقيل : أول من سماهم بهذا الاسم قصي بن كلاب . قاله المبرد . وقال الشعبي : النضر بن كنانة هو قريش ، وانما سمى قريشاً لانه كان يقرش عن خلة الناس وحاجتهم فيسد ذلك بماله ، والتقريش : هو التفتيش ، وكا بنوه يقرشون أهل

الصفحة 13