كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 130 """"""
إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى بعثه الله نبياً فاتبعه علي وآمن به وصدقه ، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم .
قال ابن إسحاق : وذكر بعض أهل العلمارسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفياً من عمه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه فيصليا الصلوات فيها فإذا أمسيا رجعا ؛ فمكثا كذلك ما شاء اللهايمكثا ثم انأبا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصليان ، فقال لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يا بن أخي ، ما هذا الدين الذي أراك تدين به ؟ قال : أي عم ، هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم ، بعثني الله به رسولاً إلى العباد ، وانت أي عم أحق من بذلت له النصيحة ، ودعوته إلى الهدى ، وأحق من أجابني إليه ، وأعانني عليه ، أو كما قال . فقال أبو طالب : أي ابن أخي ، اني والله لا أستطيع ان أفارق دين آبائي وما كانوا عليه ، ولكن والله لا يخلص إليك شيءٌ تكرهه ما بقيت .
وذكروا انه قال لابنه علي : أي بني ما هذا الدين الذي انت عليه ؟ فقال : يا أبت ، آمنت برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وصدقته بما جاء به ، وصليت معه لله واتبعته . فزعموا انه قال له : أما انه لم يدعك إلا إلى خيرٍ فالزمه .
وأما إسلام زيد بن حارثة رضي الله عنه - فقال محمد بن إسحاق : ثم أسلم زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس الكلبي مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد نسبه ابن الكلبي فقال : زيد ابن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر ابن النعما بن عبدود بن امرئ القيس بن نعما بن عمرا بن عبد عوف بن عوف ابن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب ابن وبرة بن تغلب بن حلوا بن عمرا بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمر ابن مرة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان : قال أبو عمر : وربما اختلفوا في الاسماء وتقديم بعضها على بعض وزيادة شيء فيها . قال : ولم يتابع ابن إسحاق على قوله شرحبيل وانما شراحيل .

الصفحة 130