كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 131 """"""
وقال ابن الكلبي : وأم زيد سعدي بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت ، من بني معن من طئ .
قال ابن إسحاق : وصلى زيد بعد علي بن أبي طالب . قال أبو محمد عبد الملك ابن هشام : وكا حكيم بن حزام بن خويلد قدم من الشام برقيق منه زيد بن حارثة ، وصيفٌ ، فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد ، وهي يومئذ عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال لها : اختاري يا عمة ، أي هؤلاء الغلما شئت فهو لك ، فاختارك زيدا فأخذته ، فرآه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عندها فاستوهبه منها فوهبته له ، فأعتقه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وتبناه ، وذلك قبلايوحى إليه ، وكا أبوه حارثة قد جزع عليه جزعاً شديداً وبكى عليه حين فقده ، ثم قدم عليه وهو عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : اشئت فأقم عندي ، وا شئت فانطلق مع أبيك ؛ قال : بل أقيم عندك ؛ فلم يزل عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى بعثه الله ، فصدقه وأسلم وصلى معه ، فلما انزل الله عز وجل : " اُدْعُوهْمِ لآبائِهْم " قال : انا زيد ابن حارثة . وقد روى أبو عمر وغيرهاحارثة لما فقد ابنه زيداً قال :
بكيت على زيدٍ ولم أدر ما فعل . . . أحيّ يرجّى أم أتي دونه الأجل
فوالله ما أدري وا كنت سائلا . . . أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل
فياليت شعري هل لك الدهر رجعةٌ . . . فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل
تذكّرنيه الشمس عند طلوعها . . . وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل
وا هبّت الأرواح هيّجن ذكره . . . فيا طول ما حزني عليه وما وجل
سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا . . . ولا أسأم التّطواف أوتسألم الإبل
حياتي أو تأتي عليّ منّيتي . . . وكلّ امرئ فا وا غرّه الأمل
سأوصى به قيسا وعمرا كليهما . . . وأوصى يزيدا ثم من بعده جبل

الصفحة 131