كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 133 """"""
ذكر من أسلم بدعاء أبي بكر الصديق - رضوان الله عليهم -
قال محمد بن إسحاق .
لما أسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه أظهر إسلامه ، ودعا إلى الله تعالى وإلى رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكا أبو بكر رجلاً مألفاً لقومه محببا سهلأن وكا انسب قريش لقريش ، وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر ، وكا رجلاً تاجراً ذا خلق ومعروف ، وكا رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر ، لعلمه وتجارته وحسن مجالسته .
فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه ، فأسلم بدعائه رضي الله عنه ، عثما بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، فجاء بهم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى استجابوا له ، فأسلموا وصلوا فكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة ونظر وتردد ، إلا ما كان من أبي بكر بن أبي قحافة ، ما عكم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه .
قال ابن إسحاق : فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا بالإسلام الناس فصلوا وصدقوا بما جاء من الله . ثم أسلم أبو عبيدة ، واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح ، وأبو سلمة ، واسمه عبد الله بن عبد الأسد ، والأرقم بن أبي الأرقم ، واسم أبي الأرقم عبد مناف بن

الصفحة 133