كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 137 """"""
منهم أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ، واختلف في اسمه اختلافاً كثيرا والمشهور ما ذكرناه ، واختلف أيضاً فيما بعد جنادة ، فقيل جنادة بن قيس بن عمرو ابن صعير بن حرام بن غفار ، وقيل جنادة بن صعير بن عبيد بن حرام بن غفار ، ويقال جنادة بن سفيا بن عبيد بن صغير بن حرام بن غفار ؛ أسلم أبو ذر بعد ثلاثة ، وقيل : بعد أربعة ، فكان خامسا وله في سبب إسلامه حديث حسن ، نذكرهاشاء الله تعالى عند ذكرنا لأخبار وفود العرب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في وفد غفار على ما تقف عليه ، وهو في السفر السادس عشر من كتابنا هذا . وأسلم بسبب إسلامه أخوه انيس بن جنادة وأمهما رملة بنت الوقيعة الغفارية . ومنهم عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب بن امرئ القيس ابن بهثة بن سليم ، يكنى أبا نجيح ، ويقال أبو شعيب . قال أبو عمر بن عبد البر : روينا عنه من وجوه انه قال : ألقى في روعىاعبادة الأوثا باطل ، فسمعني رجل وانا أتكلم بذلك ، فقال : يا عمرو ، ابمكة رجلاً يقول كما تقول ، قال : فأقبلت إلى مكة أول ما بعث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو مستخفٍ ، فقيل لي : انك لا تقدر عيلان لا بالليل حين يطوف ، فقمت بين يدي الكعبة فما شعرت إلا بصوته يهلل ، فخرجت إليه فقلت من انت ؟ قال : انا نبي الله ، فقلت وما نبي الله ؟ قال : رسول الله ، قلت وبم أرسلك ؟ قال : با يعبد الله وحده ولا يشرك به شيء ، وتكسر الأوثا وتحقن الدماء ، وتوصل الأرحام ، قلت : ومن معك على هذا ؟ قال : حرٌ وعبد ، يعني أبا بكر وبلالأن فقلت : ابسط يدك أبايعك ، فبايعته على الإسلام . قال : فلقد رأيتني وانا ربع الإسلام ، قال : قلت أقيم معك يا رسول الله ؟ قال : لا . ولكن الحق بقومك فإذا سمعت اني قد خرجت فاتبعني ، قال : فلحقت بقومي ، فمكثت دهراً منتظراً خبره حتى أتت رفقة من يثرب فسألتهم الخبر ، فقالوا : خرج محمد من مكة إلى المدينة . قال : فارتحلت فأتيته فقلت : أتعرفني ؟ قال : نعم ، انت الرجل الذي أتيتنا بمكة .

الصفحة 137