كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 138 """"""
وروى أبو عمر أيضاً بسنده إلى أبي أمامة الباهلي انه حدث عن عمرو بن عبسة قال : رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية ورأيت انها آلهة باطلة ؛ يعبدون الحجارة ، وهي لا تضر ولا تنفع ، قال : فلقيت رجلاً من أهل الكتاب فسألته عن أفضل الدين ، فقال : يخرج رجل من مكة يرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها وهو يأتي بأفضل الدين ، فإذا سمعت به فاتبعه ، فلم يكن لي هم إلا مكة أسأل هل حدث فيها حدث ؟ فيقولون : لا . فانصرف إلى أهلي ، وأهلي من الطريق غير بعيد ، فأعترض الركبا خارجين من مكة فأسألهم هل حدث فيها حدث ؟ فيقولون : لا . فاني لقاعد على الطريق يوما إذ مر بي راكب فقلت من أين انت ؟ قال : من مكة ، قلت : هل فيها من خبر ؟ قال : نعم ، رجل رغب عن آلهة قومه ودعا غيرها قلت : صاحبي الذي أريد ، فشددت راحلتي ، وجئت مكة ، ونزلت منزلي الذي كنت انزل فيه ، فسألت عنه ، فوجدته مستخفيا ووجدت قريشاً إلبا عليه ، فتلطفت حتى دخلت عليه ، فسلمت ثم قلت : من انت ؟ قال : نبي الله ، قلت : وما النبي ؟ قال : رسول الله ، قلت : من أرسلك ؟ قال : الله ، قلت بم أرسلك ؟ قال : اتوصل الارحام ، وتحقن الدماء ، وتؤمن السبل ، وتكسر الأوثان ، ويعبد الله وحده لا يشرك به شيء . فقلت : نعم ما أرسلت به ؛ أشهدك اني قد آمنت بك وصدقتك ، أمكث معك أم ما تأمرني ؟ قال : قد رأيت كراهة الناس لما جئت به ، فامكث في أهلك ، فإذا سمعت اني خرجت مخرجاً فاتبعني . فلما سمعت به خرج إلى المدينة سرت حتى قدمت عليه فقلت : يا نبي الله ، هل تعرفني ؟ قال : نعم ، انت السلمي الذي جئتني بمكة فقلت لي كذا وقلت لك كذا .
ومنهم عتبة بن غزوا بن جابر ، ويقال عتبة بن غزوا بن الحارث بن جابر ابن وهب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلأن بن مضر بن نزار المازني حليف لبني نوفل بن عبد مناف ، يكنى أبا عبد الله ، وقيل أبا غزوان ، كان إسلامه بعد ستة رجال ، فهو سابع سبعة في إسلامه ، وقد قال ذلك في خطبته بالبصرة : لقد رأيتني مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وآله سابع سبعةٍ ما لنا طعامٌ إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا . رضي الله عنهم أجمعين . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم .

الصفحة 138