كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 148 """"""
على إسلامه ، وعلى ما بايع عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من قوله ؛ فلما أسلم حمزة عرفت قريشارسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد عز وامتنع ، وا حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه قبل ، قال : وكا إسلام حمزة قبل إسلام عمر ابن الخطاب - رضي الله عنهما - بثلاثة أيام .
ذكر مشي عتبة بن ربيعة ، والوليد بن المغيرة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسماعهما القران ، واعترافهما انه لا يشبه شيئاً من كلامهم ، وما أشار به عتبة على أشراف قريش في أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
قال محمد بن إسحاق : حدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي قال : حدثتاعتبة بن ربيعة - وكا سيداً - قال يوماً وهو جالس في نادي قريش ، والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ، ألا أقوم إلى محمدٍ فأكلمه وأعرض عيلان مورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزة ، ورأوا أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يزيدون ويكثرون ، فقالوا : بلى يا أبا الوليد ، فقم إليه فكلمه ، فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : يا بن أخي ، انك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة ، والمكا في النسب ، وانك قد أتيت قومك بأمرٍ عظيم فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها قال : قل يا أبا الوليد أسمع ، قال : يا بن أخي ، اكنت انما تريد مما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالأن وا كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك ، وا كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وا كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك

الصفحة 148