كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 150 """"""
حديثه قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : بسم الله الرحمن الرحيم . حمم . تنزيل من الرحمن الرحيم . كتابٌ فصلت آياته حتى بلغ قوله تعالى : " صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ " ، فأمسك عتبة علي في النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وناشده الرحمايكف ، ولم يخرج إلى أهله واحتبس عنهم ؛ فقال أبو جهل : يا عتبة ، ما حسبنا إلا انك صبوت إلى محمد وأعجبك أمره ، فا كانت بك حاجةٌ جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد ، فغضب وأقسم بالله لا يكلم محمداً أبدا وقال : لقد علمتم اني من أكثر قريش مالأن ولكني أتيته ، وقص عليهم القصة ، قال : فأجابني بشيءٍ والله ما هو بسحرٍ ولا شعر ولا كهانة ، قرأ عليك " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم . حَمَ " إلى قولاه : " مِثْلَ صَاعِقَةِ عادٍ وثَمُودَ " فأمسكت بفيه وناشدته الرحمايكف ، وقد علمتمامحمداً إذا قال شيئاً لم يكذب فيه ، فخفتاينزل بكم العذاب .
وأما الوليد بن المغيرة فقد روى أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي بسنده عن عكرمة عن ابن عباس بن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقرأ عيلان لقران ، فكانه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل ، فأتاه فقال : يا عمراقومك يرونايجمعوا لك مالأن قال : لم ؟ قال : ليعطوكه ، فانك أتيت محمداً لتعرض لما قبله ، قال : قد علمت قريشٌ اني من أكثرها مالأن قال : فقل فيه قولاً يبلغ قوم انك منكٌر له ، وانك كاره له ، فقال : وماذا أقول ؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني ، ولا بأشعار الجن ؛ والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا وواللهالقوله الذي يقول لحلاوة ، وا عليه لطلاوة ، وانه لمثمر أعلاه ، مغدقٌ أسفله ، وانه ليعلو وما يعلى ، وانه ليحطم ما تحته . قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه . قال : فدعني حتى أفكر فيه ، فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر ، يأثره عن غيره ، فنزل قوله تعالى : " ذَرْني وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً . . . " الآيات .
وعن عكرمة بن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال له : اقرأ علي ، فقرأ

الصفحة 150