كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 16 """"""
وأما مرة بن كعب ، فكنيته أبو يقظة ، وأمه مخشية ، وقيل وحشية بنت شيبان ، بن محارب ، بن فهر . وفي مرة يجتمع نسب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ونسب أبي بكر الصديق ، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما .
وأما كلاب بن مرة ، فكنيته أبو زهرة ، واسمه حكيم . وكلاب لقب غلب عليه ، وسبب ذلك انه كان محباً للصيد مولعاً به ، وكا أكثر صيده بالكلاب ، وجمع منها شيئاً كثيرا فكان إذا مر بقوم بكلابه قالوا : هذه كلاب ابن مرة ، فغلب ذلك عليه ؛ وفيه يقول الشاعر :
حكيم بن مرّة ساد الورى . . . ببذل النّوال وكفّ الأذى
وأم كلاب هند بنت سرير ، بن ثعلبة ، بن الحارث ، بن فهر ، بن مالك ، بن كنانة . ويقال : اكلاباً هذا أول من جعل في الكعبة السيوف المحلاة بالذهب والفضة ذخيرةً للكعبة .
وأما قصي بن كلاب فاسمه زيد ، وكنيته أبو المغيرة ، وقصي لقبه ، ويلقب أيضاً مجمعاً . قال السهيلي ، في قصي تصغير قصي : أي بعيد . وقال الرشاطي : وانما قيل له قصي لأن أباه كلاب بن مرة كان قد تزوج فاطمة بنت سعد بن سيل ، واسم سيل ، خير بن حمالة ، بن عوف ، بن عثمان ، بن عامر وهو الجادر بن جعثمة ، وهو يشكر ، وهم من الأزد فولدت له زهرة وزيدا ثم هلك كلاب وزيد صغير فطيم ، وقال السهيلي : انه كان رضيعا فتزوج فاطمة أم قصي ربيعة بن حرام ، بن ضنة ، بن عبد ، ابن كبير ، بن عذرة ، بن سعد ، بن زيد ، بن قضاعة ، فاحتملها ربيعة ومعها زيد ، فربى زيد في حجر ربيعة ، فسمى قصياً لبعده عن دار قومه .
وقال الخطابي : سمى قصياً لأنه قصى قومه ، أي نقصاهم بالشام فنقلهم إلى مكة . قال الرشاطي : ثمازيداً وقع بينه وبين ربيعة شر ، فقيل له : ألا تلحق بقومك ؟ وعير بالعربة ، وكا لا يعرف لنفسه أباً غير ربيعة ، فرجع قصي إلى أمه ،

الصفحة 16