كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
وشكا لها ما قيل له ، فقالت له : يا بني ، انت أكرم منه نفساً وأبا انت ابن كلاب بن مرة ، وقومك بمكة عند البيت الحرام . فأجمع قصي على الخروج ، فقالت له أمه : أقم حتى يدخل الشهر الحرام ، فتخرج في حاج العرب ، فلما دخل الشهر الحرام خرج مع حاج قضاعة حتى قدم مكة ، فحج وأقام بمكة .
وكا الذي يلي أمر البيت يومئذ حليل ، بن حبشية ، بن سلول ، بن كعب ، ابن عمرو الخزاعي . فخطب إلى حليل بن حبشية ابنته حبى . فعرف حليل نسبه فزوجه ، وأقام قصي معه ، فولدت له حبى أولاده ، وهم : عبد مناف ، وعبد العزى ، وعبد الدار ، وعبد ، وبرة ، وتخمر وهي بالتاء المثناء من فوق وخاء معجمة ساكنة وميم مضمومة وراء .
فلما انتشر ولده ، وكثر ماله ، وعظم شرفه هلك حليل ، وأوصى بولاية البيت لآبنته حبى . فقالت : اني لا أقدر على فتح الباب وإغلاقه ، فجعلت ذلك إلى سليم ابن عمرو ، بن بوى ، بن ملكان ، وهو أبو غبشان ، ويقال له المحترش ، فاشترى قصي منه ولاية البيت بزق خمر وقعود ، فضربت به العرب المثل ، فقالوا : أخسر من صفقة أبي غبشان . فنازعته خزاعة البيت فانتزعه منهم . والله الناصر .
ذكر خبر انتزاع قصي البيت ومكة من خزاعة ومن ولي البيت بعد إسماعيل عليه السلام إلى أن انتزعه قصي بن كلاب
قال محمد بن إسحاق بن يسار : لما توفي الله تعالى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وولي البيت بعده ابنه نابت بن إسماعيل ما شاء اللهايليه ، ثم ولى البيت بعده مضاض ابن عمرو الجرهمي ، وبنو نابت مع جدهم مضاض بن عمرو وأخوالهم من جرهم ، وجرهم وقطوراء يومئذ أهل مكة ، وهما ابنا عم ، وكانا ظعنا من اليمن ، فأقبلا سيارة ، وعلى جرهم مضاض بن عمرو ، وعلى قطوراء السميدع ،

الصفحة 17