كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 20 """"""
وبدّلنا كعبٌ بها دار غربة . . . بها الذئب يعوى والعدوّ المكاشر
فسحّت دموع العين تبكى لبلدة . . . بها حرم أمنٌ وفيها المشاعر
وتبكى لبيتٍ ليس يؤذى حمامه . . . يظلّ به أمناً وفيه العصافر
وفيه وحوشٌ لا ترام انيسةٌ . . . إذا خرجت منه فليست تغادر
وقال أيضاً يشير إلى بكرٍ وغبشا الذين خلفوا مكة بعدهم :
يأيها الناس سيرو ان اقصركم . . . ا تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
حثّوا المطّى وأرخوا من أزمّتها . . . قبل الممات وقضّوا ما تقصّونا
كنّا اناساً كما كنتم فغيّرنا . . . دهرٌ فانتم كما كنّا تكوونا
قال ابن هشام : حدثني بعض أهل العلم بالشعر ؛ اهذه الأبيات أول شعرٍ قيل في العرب ، وانها وجدت مكتوبة في حجر باليمن ، ولم يسم لي قائلها . قال ابن إسحاق : ثماغبشا من خزاعة وليت البيت دون بني بكر ابن عبد مناة ، وكا الذي يليه منهم عمرو بن الحارث الغبشاني ، وقريش إذ ذاك حلول وصرم ، وبيوتات متفرقون في قومهم من بني كنانة ، فوليت خزاعة البيت يتوارثون ذلك كابراً عن كابر ، حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب ابن عمرو الخزاعي . فخطب قصي بن كلاب إلى حليل ابنته حبى ، فرغب فيه حليل فزوجه ، فولدت له عبد الدار ، وعبد مناف ، وعبد العزى ، وعبدا .
فلما انتشر ولد قصي وكثر ماله ، وعظم شرفه هلك حليل ، فرأى قصي انه أولى بالكعبة ، وبأمر مكة من خزاعة وبني بكر ، وا قريشاً فرعة إسماعيل بن إبراهيم وضريح ولده ، فكلم رجالاً من قريش وبني كنانة ، ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبني بكر من مكة ، فأجابوه .

الصفحة 20