كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 270 """"""
الآْخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَا لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً . وَمَاذَا عَلَيْهِم لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوِمْ الآخِرِ وَانفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَهُ وَكَا اللَهُ بِهمْ عَلِيماً " قال : وكا رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء يهود ، إذا تكلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لوى لسانه وقال : أرعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ، ثم طعن في الإسلام وعابه ، فانزل الله تعالى فيه : " ألَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ أوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُريدُونَ أن تَضِلُّوا السسّبِيلَ . واللهُ أعْلَمُ بِأعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللهِ وَليّاً وكَفَى بالله نَصِيراً . مِنَ الَّذينَ هَادُوا يُحرِّفُونَ الْكَلَمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَع غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بألْسِنَتِهمْ وَطَعْناً في الدِّينِ وَلَوْ انهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأطَعْنَا وَاسْمَعْ وانظُرْنَا لَكَا خَيْراً لَهُمْ وَأقْوَمَ وَلَكِن لَعَنَهُمُ اللَهُ بِكُفْرِهمْ فَلاَ يُؤمِنُونَ إلاّ قَلِيلاً " . قال : وكلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رؤساء من أحبار يهود ، منهم عبد الله بن صوريا الأعور ، وكعب ابن أسد ، فقال : يا معشر يهود ، اتقوا الله وأسلموا فوالله انكم لتعلمون ان الذي جئتكم به لحق ، قالوا : ما نعرف ذلك يا محمد ، وأصروا على الكفر ، فانزل الله تعالى فيهم : " يَأيُّها الّذينَ أوتُوا الْكتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكْمْ مِنْ قَبْلِانَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أدْبَارِهَا أوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أصْحَابَ السَّبْتِ وَكَا أمْرُ اللهِ مَفْعُولاً " . قال : وقال سكن ، وعدي بن زيد : يا محمد ، ما نعلم ان الله انزل على بشر من شيءٍ بعد موسى ؛ فانزل الله تعالى : " انا أوْحَيْنَا إلَيْكَ كَمَا أوْحَيْنَا إلَى نُوحٍ والنَّبِييِّنَ مِنْ بَعْدِهِ وَأوْحَيْنَا إلَى إبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأْسْبَاطِ وَعِيسَى وَأيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْما وَآتَيْنَا دَاودَ زَبُوراً . وَرُسُلاً قدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُم عَليْكَ وكَلَّمَ اللَهُ مُوسَى تَكْلِيماً . رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْدّرِينَ لِئلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَا اللَهُ عَزِيزاً حَكِيماً " . ودخلت طائفة منهم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال لهم : أما والله انكم لتعلمون اني رسول من الله إليكم قالوا : ما نعلمه : وما نشهد عليه ، فانزل الله تعالى في ذلك قوله تعالى : " لَكِنِ اللَهُ يَشْهَدُ بِما انزلَ إليْكَ انزَلَهُ بِعلْمِه والْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللهِ شَهيدا " . وجاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نعما بن أضا وبحرى بن عمرو ، وشأس ابن عدي ، فكلموه وكلمهم ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته ، فقالوا : ما تخوفنا يا محمد ، نحن والله أبناء الله وأحباؤه ، كقول النصارى ، فانزل الله تعالى : " وَقَالتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أبْنَاءُ اللهِ وأحِبَّاؤهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ انتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ويُعذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهِ مُلْكُ السَّموَاتِ وَالأْرِض وَمَا بَيْنَهُمَا وَإليْهِ الْمَصِير " . قال : ودعا رسول

الصفحة 270