كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 272 """"""
الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُايُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ في الدُّنْيَا خزْىٌ وَلَهُمْ في الآْخَرةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ . سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَا جَاءُوكَ فَأحْكُمْ بَيْنَهُمْ أوْ أعْرِضْ عَنْهُمْ وَا تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شيَئْاً وَا حَكَمْتَ فأحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالقْسِطِ ان اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . وَكَيْفَ يُحكَمِّوُنَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيَها حُكْمُ اللهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذّلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ . انا انزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ اسلموا للذين هَادُوا والرَّبانيُّونَ وَالأخْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ وَكَانوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشضوْنِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا انزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ " إلى آخر القصة .
وروى عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال : أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) برجمهما فرجما بباب مسجده ، فلما وجد اليهودي مس الحجارة قام إلى صاحبته فجنا عليها يقيها مس الحجارة حتى قتلا جميعا . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : لما حكموا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيهما دعاهم بالتوراة ، وجلس حبرٌ منهم يتلوها وقد وضع يده على آية الرجم ، فضرب عبد الله بن سلام يد الحبر ، ثم قال : هذه يا نبي الله آية الرجم ، يأبىايتلوها عليك ؛ فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ويحكم يا معشر يهود ما دعاكم إلى ترك حكم الله وهو بأيديكم ؟ فقالوا : أما انه كان فينا يعمل به ، حتى زنى رجل منا بعد إحصانه من بيوت الملوك وأهل الشرف فمنعه الملك من الرجم ، ثم زنى رجل من بعده فأرادايرجمه فقالوا : لا والله ، حتى ترجم فلأنا فلما قالوا ذلك اجتمعوا فأصلحوا أمرهم على التجبية ، وأماتوا ذكر الرجم والعمل به ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : فانا أول من أحيا أمر الله وكتابه وعمل به . ثم أمر بهما فرجما عند باب مسجده ، قال عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما : كنت فيمن رجمهما . قال : واجتمع كعب بن أسد وابن صلوبا وعبد الله بن صوريا وشأس بن قيس . وقال بعضهم لبعض : اذهبوا إلى محمد ؛ لعلنا نفتنه عن دينه ، فانما هو بشر ، فأتوه فقالوا : يا محمد ، انك قد عرفت انا أحبار يهود وأشرافهم وساداتهم ، وان ان ااتبعناك اتبعك يهود ولم يخالفونا وا بيننا وبين بعض قومنا خصومة ، أفنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ، ونؤمن بك ونصدقك ؟ فأبى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك ؛ فانزل الله فيهم : " وَا احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا انزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا انزَلَ اللهُ إلَيْكَ فَا تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ انمَا يُرِيدُ اللهُايُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَا كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ . أفَحُكْمَ الْجَاهِلِيّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقْومٍ يُوقِنُونَ " .

الصفحة 272