كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)
"""""" صفحة رقم 273 """"""
قال : وأتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من أحبار يهود أبو ياسر بن أخطب ، ونافع بن أبي نافع ، وعازر بن أبي عازر ، وخالد بن زيد ، وأزار بن أبي أزار ، وأشيع ، فسألوه عمن يؤمن به من الرسل ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : نؤمن بالله وما انزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون . فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته ، وقالوا : لا نؤمن بعيسى ولا بمن آمن به ، فانزل الله تعالى فيهم : " قُلْ يَأهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّا إل ان اآمَنّا بِاللهِ وَمَا انزِلَ إلَيْنَا وَمَا انزِلَ مِنْ قَبْلُ وَا أكْثَركُمْ فَاسِقُونَ " . قال : وأتاه ( صلى الله عليه وسلم ) رافع ابن حارثة ، وسلام بن مشكم ، ومالك بن الضيف ، ورافع بن حريملة فقالوا : يا محمد ، ألست تزعم انك على ملة إبراهيم ودينه ، وتؤمن بما عندنا من التوارة ، وتشهد انها من الله حق ؟ قال : بلى ، ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخذ عليكم من الميثاق ، وكتمتم منها ما أمرتماتبينوه للناس ، فبرئت من أحداثكم . قالوا : فانا نأخذ بما في أيدينا ؛ فانا على الهدى والحق ، ولا نؤمن بك ولا نتبعك ، فانزل الله تعالى فيهم : " قُلْ يَأهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالأنجِيلَ وَمَا انزِلَ إلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا انزلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلاَ تَأسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " .
قال : وأتاه ( صلى الله عليه وسلم ) النحام بن زيد ، وقردم بن كعب ، وبحرى ابن عمرو ، فقالوا : يا محمد ، أما تعلم مع الله إلها غيره ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : لا إله غيره ، بذلك بعثت ، وإلى ذلك أدعو ؛ فانزل الله تعالى فيهم وفي قولهم : " قُلْ أيُّ شَيْءٍ أكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِىَ إلَىّ هَذَا الْقُرا لأنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَامَعَ اللهِ آلِهَةً أخْرَى قُلْ لاَ أشْهَدُ قُلْ انما هُوَ إلَهٌ واَحِدٌ وَانني بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ . الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكتَابَ يَعْرِفُونَهُ كما يَعْرِفُونَ أبْنَاءَهُم الَّذِينَ خَسِرُوا انفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ " . قال : وكا رفاعة بن زيد بن التابوت ، وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ونافقا فكان رجال من المسلمين يوادونهما فانزل الله تعالى فيهم : " يَأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أوتُوا الْكتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أوْلِيَاءَ واتَّقُوا اللَهَاكُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " إلى قوله : " وَإذَا جَاؤُكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللهُ أعْلَمُ بِمَا كَانوا يَكْتُمُونَ " . وقال جبل بن أبي قشير ، وشمويل بن زيد لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أخبرنا متى الساعةاكنت نبيا كما تقول ؟ فانزل الله تعالى :