كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 274 """"""
" يَسْألُونَكَ عَن السَّاعَةِ أيا مُرْسَاهَا قُلْ انمَا عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ في السَّمَوَاتِ وَالأْرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إلاَّ بَغْتَةً يَسْألُونَكَ كَانكَ حَفيٌّ عَنْهَا قُلْ انمَا عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " .
وقال محمود بن سيحا ونعما بن أضاء ، وبحرى بن عمرو ، وعزير بن أبي عزير ، وسلام بن مشكم ، وفنحاص ، وعبد الله بن صوريا وابن صلوبا وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، وأشيع ، وكعب بن أسد ، لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أحق يا محمداهذا الذي جئت به حق من عند الله ؟ فانا لا نراه متسقا كما تسق التوراة ؟ فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أما والله انكم لتعرفون انه من عند الله ، تجدونه مكتوبا عندكم ، ولو اجتمعت الأنس والجن علىايأتوا به ما جاءوا به فقالوا عند ذلك : يا محمد ، أما يعلمك هذا انس ولا جنٌ ؟ فقال : أما والله انكم لتعلمون انه من عند الله ، وانى لرسول الله ؛ تجدون ذلك مكتوبا عندكم في التوراة قالوا : يا محمد ، فا الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما يشاء ، ويقدر منه على ما أراد ، فانزل علينا كتابا من السماء نقرؤه ونعرفه ، وإلا جئناك بمثل ما تأتي به . فانزل الله تعالى : " قُلْ لَئِنَ اجْتَمَعَتِ الأنسُ والجْنُّ عَلَىايَأْتُوا بِمثْلِ هَذَا الْقُرا لاَ يَأْتُونَ بِمثْلِهِ وَلَوْ كان بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً " ، والظهير : العون .
قال : وأتى رهط من يهود إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قالوا : يا محمد ، هذا الله خلق الخلق فمن خلقه ؟ فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى انتقع لونه ، فجاءه جبريل عيلان لسلام فسكنه ، فقال : خفض عليك يا رسول الله ، وجاءه من الله بجواب ما سألوه عنه : " قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ . اللهَ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ " ، فلما تلاها عليهم قالوا : فصف لنا كيف خلقه ؟ كيف ذراعه ؟ كيف عضده ؟ فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أشد من غضبه الأول ، فأتاه جبريل فقال له مثل ما قال له أول مرة ، وجاءه من الله بجواب ما سألوه فقال : " وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " ، وكانت سؤالات يهود وعنتهم وبغيهم وتحريفهم وتبديلهم كثيرة ؛ قد نطق بذلك كله القران ، وجاء بالرد عليهم وبتكذيبهم وتفريقهم ، ثم سلط الله عليهم المسلمين ، وحكم فيهم سيوفهم فقتلوهم وأجلوهم واستأصلوا شأفتهم ، وأسروا وسبوا منهم ، على ما نذكر ذلكاشاء الله تعالى في الغزوات والسرايا فلما

الصفحة 274