كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 276 """"""
وفي الصحيح عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه ان االنبي ( صلى الله عليه وسلم ) سحر ، حتى كان يخيل إليه انه يصنع الشيء ولم يصنعه ، حتى إذا كان ذات يوم رأيته يدعو ، فقال : أشعرت ان الله قد أفتاني فما استفتيته ، أتاني رجلأن فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما : ما وجع الرجل ؟ فقال الآخر : مطبوب ، فقال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : فيم ؟ قال : في مشط ومشاطة في جف طلعةٍ ذكرٍ ، قال : فأين هو ؟ قال : في ذي ذروان ، فانطلق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما رجع أخبر عائشة فقال : كان نخلها رؤوس الشياطين ، وكا ماءها نقاعة الحناء ، قالت فقلت : يا رسول الله ، فأخرجه للناس ، قال : أما والله قد شفاني ، وخشيت ان أثور على الناس منه شراً .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : مرض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأخذ عن النساء وعن الطعام والشراب ، فهبط عليه ملكا وهو بين النائم واليقظا فجلس أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ؛ فقال : أحدهما لصاحبه : ما شكواه ؟ قال : طب - يعني سحر - قال : ومن فعله ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي ، قال : ففي أي شيء جعله ؟ قال : في طلعة ، قال : فأين وضعها ؟ قال : في بئر ذروا تحت صخرة ، قال : فما شفاؤه ؟ قال تنزح البئر ، وترفع الصخرة وتستخرج الطلعة . وارتفع الملكان ؛ فبعث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلى علي وعمار فأمرهم ان ايأتيا الركي فيفعلا الذي سمع ، فأتياها وماؤها كانه قد خضب بالحناء فنزحاها ثم رفعا الصخرة فأخرجا طلعة ، فإذا فيها إحدى عشرة عقدة ، ونزلت هاتا السورتان : " قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أعُوذُ بِرَبّ النّاس " ، فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كلما قرأ آية انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد ، وانتشر نبي الله ( صلى الله عليه وسلم ) للنساء والطعام والشراب .
وجاء في حديث آخراجبريل وميكائيل عليهما السلام أخبرا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بشا السحر ، وانه ( صلى الله عليه وسلم ) أخذ لبيدا فاعترف فعفا عنه ، روى عفوه عنه عن غير واحد ؛

الصفحة 276