كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 278 """"""
نسائه ، ويكون معنى قوله : يخيل إليه انه يأتي أهله ولا يأتيهن ، أي يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة على النساء ، فإذا دنا منهن أصابته أخذةٌ بالسحر ، فلم يقدر على إتيانهن ، كما يعترى من أخذ واعترض ، قال : ولعله لمثل هذا أشار سفيا بقوله : وهذا أشد ما يكون من السحر . والله أعلم بالصواب .
ذكر خبر الشاة التي سم فيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
كان ذلك في غزاة خيبر ، بعد ان افتتحها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وذلك انه لما افتتح خيبر وحصونها واطمان ، أهدت إليه زينب ابنة الحارث امرأة سلام بن مشكم وهي ابنة أخي مرحب الذي بارز يوم خيبر ، وقتل - على ما نذكرهاشاء الله - شاة مصلية ، وقد سألت : أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ فقيل لها : الذراع ، وأكثرت فيها السم ، ثم سمت سائرة الشاة ، ثم جاءت بها فلما ضوعتها بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تناول الذراع ، فلاك منها مضغة فلم يسغها وكا معه بشر بن البراء بن معرور ، فأخذ منها كما أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأما بشر فأساغها وأما رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلفظها .
وروى الشيخ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في دلائل النبوة انه ( صلى الله عليه وسلم ) أساغها ثم قال لأصحابه : ارفعوا أيديكم فا كتف هذه الشاة يخبرني انها قد بغيت فيه ، قال بشر بن البراء : والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت ، فما منعني ان ألفظها إلا اني أعظمت ان انغصك طعامك ، فلما أسغت ما في فيك لم أكن لأرغب بنفسي عن نفسك ، ثم دعا بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأعترفت ، فقال : ما حملك على ذلك ؟ قالت : بلغت من قومي ما لم يخف عليك ، فقلت : اكا ملكا استرحت منه ، وا كان نبياً فسيخبر ، فتجاوز عنها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومات بشر بن البراء . والصحيحارسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قتلها قيل : سلمها لأولياء بشر بن البراء فقتلوها . والله تعالى أعلم .
وحيث ذكرنا من سيرته ( صلى الله عليه وسلم ) ما ذكرناه ، فلنذكر هنا حوادث السنين بعد الهجرة خلا الغزوات والسرايا والوفود ، فانا نورد ذلكاشاء الله تعالى فيما بعد على ما تقف عليه .

الصفحة 278