كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 28 """"""
والسويق والتمر ، ويحمل لهم الماء ، فيستقون بمنًى ، والماء يومئذ قليل ، في حياض الأدم ، إلىايصدروا من منًى ، ثم تنقطع الضيافة ويتفرق الناس إلى بلادهم .
قال : وهاشم بن عبد مناف هو الذي أخذ الحلف لقريش من قيصراتختلف آمنة ، فكتب له كتاباً وكتب إلى النجاشيايدخل قريشاً أرضه وكانوا تجارا فخرج هاشم في عير لقريش فيها تجارات ، وكا طريقهم على المدينة ، فنزلوا بسوق النبط ، فصادفوا سوقاً تقوم بها في السنة يحشدون لها فباعوا واشتروا ونظروا إلى امرأة على موضع مشرف من السوق ، فرأى امرأة تأمر بما يشترى ويباع لها فرأى امرأةً حازمة جلدة مع جمال ، فسأل هاشم عنها أأيم هي أم ذات زوج ؟ فقيل له أيم كانت تحت أحيحة بن الجلاح ، فولدت له عمراً ومعبداً ثم فارقها وكانت لا تنكح الرجال ، لشرفها في قومها حتى يشرطوا له ان يأمرها بيدها فإذا كرهت رجلاً فارقته ؛ وهي سلمى بنت عمرو ، بن زيد ، بن لبيد ، بن خداش ، ابن عامرن بن غنم ، بن عدي ، بن النجار ، فخطبها هاشم ، فعرفت شرفه ونسبه فزوجته نفسها ودخل بها وصنع طعاما ودعا من هناك من أصحاب العير الذين كانوا معه ، وكانوا أربعين رجلاً من قريش ، ودعا من الخزرج رجالأن وأقام بأصحابه أياماً ؛ فعلقت سلمى بعبد المطلب ، وولدته وفي رأسه شيبة ، فسمى شيبة . وخرج هاشم في أصحابه إلى الشام حتى بلغ غزة فمات ، ودفن بغزة وله عشرون سنة ، وقيل خمس وعشرون سنة ، ورجعوا بتركته إلى ولده ، وأوصى هاشم إلى أخيه المطلب ابن عبد مناف . وحكى ابن الأثير انه لما تزوج سلمى شرط لها أبوها ألا تلد ولداً إلا في أهلها فحملها هاشم إلى مكة فحملت منه ، فلما أثقلت ردها إلى أهلها ومضى إلى الشام ؛ وقيل انه لم ينقلها وانه خرج إلى الشام هو وعبد شمس ، فماتا جميعاً بغزة في عامٍ واحد ، وبقي مالهما إلىاجاء الله تعالى بالإسلام ؛ فلما غزا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) آخر غزوة غزاها جاءه قيس بمالهما فدفع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مال هاشم إلى العباس بن عبد المطلب ، ففرقه على كبراء بني هاشم ، ودفع مال عبد شمس إلى سفيا بن حرب ، ففرقه على كبراء بني عبد شمس .

الصفحة 28