كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 281 """"""
ذكر خبر الأذان
قال محمد بن سعد بسنده إلى نافع بن جبير ، وعروة بن الزبير ، وزيد بن أسلم ، وسعيد بن المسيب ، قالوا : كان الناس في عهد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قبلايؤمر بالاذا ينادي منادي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : الصلاة جامعة ؛ فيجتمع الناس فلما صرفت القبلة إلى الكعبة أمر بالأذان ، وكا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد أهمه أمر الأذان ، وانهم ذكروا أشياء يجمعون بها الناس للصلاة ، فقال بعضهم : البوق ، وقال بعضهم : الناقوس ؛ فبينما هم على ذلك إذ نام عبد الله ابن زيد الخزرجي ، فأرى في المنامارجلا مر وعليه ثوبا أخضرا وفي يده ناقوس ، قال فقلت : أتبيع الناقوس ؟ قال : ماذا تريد به ؟ فقلت : أريد ان أبتاعه لكي أضرب به للصلاة لجماعة الناس ، قال : فانا أحدثك بخير لكم من ذلك ؛ تقول : الله أكبر ، أشهدالا إله إلا الله ، أشهدامحمداً رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله . فأتى عبد الله ابن زيد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبره ، فقال : قم مع بلال فألق عليه ما قيل لك وليؤذن بذلك ، ففعل . وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : لقد رأيت مثل الذي رآه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : فلله الحمد فذلك أثبت . قالوا : وأذن بالأذا وبقي ينادي في الناس : الصلاة جامعة ؛ للأمر يحدث ، فيحضرون له يخبرون به ، مثل فتحٍ يقرا أو أمر يؤمرون به ، فينادي : الصلاة جامعة ، وا كان في غير وقت الصلاة . وقد قدمنا خبر الأذا من رواية علي بن أبي طالب في قصة الإسراء . والله أعلم .
وفي هذه السنة فرض صوم رمضا في شعبا على رأس ثمانية عشر شهراً من الهجرة ، وفرضت زكاة الفطر قبل العيد بيومين ، وفيها ضحى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بكبشين ، أحدهما عن أمته ، والآخر عن محمد وآله ، وفيها ولد النعما بن بشير ، وفيها أعرس علي بن أبي طالب بفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ورضي عنهما . والله أعلم .

الصفحة 281